[ ص: 407 ] معنى خلق الشيء قدره كما قال :
ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
إلا أن محمد بن إبراهيم بن عرفة قال : معنى خلق الله الشيء قدره مخترعا على غير أصل بلا زيادة ولا نقصان فلهذا ترك استعماله الناس هذا معنى قوله : ( البارئ ) قيل : معنى البارئ الخالق ، وهذا فيه تساهل لضعف من يقوله في العربية أو على أن يتساهل فيه لأنه قبله الخالق ، وحقيقة هذا أن معنى برأ الله الخلق سواهم وعدلهم ألا ترى اتساق الكلام أن قبله خلق أي قدر وبعده برى أي عدل وسوى وبعده ( المصور ) فالصورة بعد هذين ، وقد قيل : إن المصور مشتق من صار يصير ، ولو كان كذا لكان بالياء ، ولكنه مشتق من الصورة وهي المثال . ( له الأسماء الحسنى ) . قال أبو هريرة ( عن النبي صلى الله عليه وسلم : "لله تسعة وتسعون اسما" يسبح له ما في السماوات والأرض ) لأنه دال على أن له محدثا ومدبرا لا نظير له فقد صار بهيئته يسبح لله أي منزها له عن الأشياء ( وهو العزيز ) أي في انتقامه ممن كفر به ( الحكيم ) فيما خلقه؛ لأن حكمته لا يرى فيها خلل ، وقيل : الحكيم بمعنى الحاكم .
[ ص: 408 ]