يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة [9]
وقرأ ( الجمعة) بإسكان الميم ولغة الأعمش بني عقيل "من يوم الجمعة" بفتح الميم فمن قرأ ( الجمعة) قدره تقديرات منها أن يكون الأصل الجمعة ثم حذف الضمة لثقلها ، ويجوز أن تكون هذه لغة بمعنى تلك ، وجواب ثالث يكون مسكنا لأن التجميع فيه فهو يشبه المفعول به كما يقال : رجل هزأة أي يهزأ به ولحنة أي يلحن ومن قال : ( الجمعة) نسب الفعل إليها أي يجمع للناس ، كما يقال : رجل لحنة أي يلحن الناس وقرأة أي يقرئ الناس ( فاسعوا إلى ذكر الله ) قال : أي بقلوبكم وأعمالكم أي امضوا ( قتادة وذروا البيع ) ولا يقال في الماضي : وذر . قال : استغنوا عنه بترك ، وقال غيره : لأن الواو ثقيلة فعدلوا إلى ترك؛ لأن معناه ( سيبويه ذلكم خير لكم ) أي السعي إلى ذكر الله . قال : وهي الخطبة خير لكم من البيع والشراء . قال سعيد بن المسيب : إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء ، وقال غيره : ظاهر القرآن يدل على أن ذلك إذا أذن المؤذن والإمام على المنبر ( الضحاك إن كنتم تعلمون ) ما فيه منفعتكم ومضرتكم .
[ ص: 429 ]