وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا [23].
هذه قراءة أهل المدينة، وقرأ الكوفيون ( ودا ) بفتح الواو، وهو اختيار وأبو عمرو ، واحتج بقولهم: عبد ود، وأن الصنم اسمه ود. قال أبي عبيد : وهذا من الاحتجاجات الشاذة، والمتعارف عكس ما قال، إنما يقال: عبد ود، فإن كان من جهة التعارف فهو هذا، وإن كان من جهة الأشبه فالأشبه أن يسمى بود مشتق من الوداد وهو السهولة واللين، ومنه وددت الرجل أحببته، ووددته إذا بررته، ووددت أن ذلك الشيء لي أي تمنيت بسهولة. وتسميتهم الصنم ودا من هذا. أبو جعفر
( ولا يغوث ويعوق ونسرا ) لم ينصرف يغوث ويعوق لشبههما الفعل المستقبل. وقرأ (ولا يغوثا ويعوقا) بالصرف، وفي حرف الأعمش فيما روى (ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوقا ونسرا ) قال عبد الله : هذا عند أبو جعفر الخليل لحن، وهو أيضا مخالف للسواد الأعظم. وسيبويه
وزعم أن ذلك يجوز صرفه لكثرته أو كأنه نكرة، وهذا ما لا [ ص: 42 ] يحصل؛ لأنه ليس إذا كثر الشيء صرف فيه ما لا ينصرف، على أنه لا معنى لقوله: (لكثرته) في اسم صنم، ولا معنى لأن يكون نكرة ما كان مخصوصا مثل هذا، وقد زاد الفراء على هذا فقال: العرب تصرف كل ما لا ينصرف إلا أفعل منك، قال الكسائي : هذا خطأ؛ لأنهم قد صرفوا خيرا منك وشرا منك، ومعها منك. محمد بن يزيد