وأنه تعالى جد ربنا [3] هذه قراءة المدنيين في السورة كلها إلا في ( قل أوحي إلي أنه ) وفي ( وأن المساجد لله ) وفي ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) وقد زعم بعض أهل اللغة أن قراءة المدنيين لا يجوز غيرها، وطعن على من قرأ بالفتح؛ لأنه توهم أنه معطوف على ( أنه استمع ). قال : وذلك غلط؛ لأنه قد قرأ بالفتح من تقوم الحجة بقراءته، روى أبو جعفر ، عن الأعمش إبراهيم، عن علقمة أنه قرأ: (وأن) في السورة كلها.
وقرأ ، يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة بالفتح في السورة كلها إلى قوله: ( والكسائي قل إنما أدعو ربي ) فلما أشكل عليه هذا عدل إلى قراءة أهل المدينة؛ لأنها بينة واضحة.
والقول في الفتح أنه معطوف على المعنى، والتقدير: فآمنا به وآمنا أنه تعالى جد ربنا، فإنه في موضع نصب. وأحسن ما روي في معنى ( جد ربنا ) قول : إنه الغنى والعظمة والرفعة، وأصل الجد في اللغة الارتفاع، من ذلك الجد أبو الأب، ومنه الجد الحظ، وباللغة الفارسية البخت. ويقال: إن الجن قصدوا إلى هذا، وأنهم أرادوا الرفعة والحظ، أي ارتفع ربنا عن أن ينسب إلى الضعف الذي في خلقه [ ص: 47 ] من اتخاذ المرأة، وطلب الولد والشهوة، يدل على هذا أن بعده ( ابن عباس ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ).
وقد زعم بعض الفقهاء أنه يكره أن تقول: ( ) واحتج بأن هذا إخبار عن الجن وذلك غلط؛ لأنه قد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، ولم يذم الله الجن على هذا القول، وروي عن وتعالى جدك (وأنه تعالى جدا ربنا). عكرمة