قال : وهذا غلط، قرأ أبو جعفر ، أبو عمرو وعبد الله بن أبي إسحاق ، وهو أحد أستاذي وعبد الرحمن الأعرج (يوم لا تملك) بالرفع، فمن رفع فتقديره هو ( نافع يوم لا تملك ) ويجوز أن يكون بدلا مما قبله ( وما أدراك ما يوم الدين ) ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) ومن نصب فتقديره: الدين يوم لا تملك، ومثله: ( وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس ) أي القارعة يوم يكون [ ص: 171 ] الناس، ويجوز أن يكون التقدير: يصلونها يوم الدين ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) فهذان قولان، الأول أولاهما، قول ثالث أجاز أن يكون (يوم) في موضع رفع فبناه كما قال: وللفراء
546 - على حين عاتبت المشيب على الصبا
قال : وهذا غلط، لا يجوز أن يبنى الظروف عند أبو جعفر الخليل مع شيء معرب، والفعل المستقبل معرب. فأما وسيبويه فأجاز ذلك في الشعر على الاضطرار، ولا يحمل كتاب الله جل وعز على مثل هذا، ولكن تبنى ظروف الزمان مع الفعل الماضي كما مر في البيت؛ لأن ظروف الزمان منقضية غير ثابتة، فلك أن تبنيها مع ما بعدها إذا كان غير معرب، وأن تعربها على أصلها، نحو قول الله جل وعز: ( الكسائي ومن خزي يومئذ ) بإعراب (يوم) وإن شئت (ومن خزي يومئذ) وعلى هذا تبنى (يوم) مع (إذ) في موضع الرفع والخفض والنصب على الفتح، وكذا ( والأمر يومئذ لله ).
[ ص: 172 ]