[ ص: 251 ] شرح إعراب سورة ألم نشرح
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم نشرح لك صدرك [1] ( نشرح ) جزم بلم، وعلامة الجزم حذف الضمة. من النحويين من يقول: ( ألم ) من حروف الجزم، وذلك خطأ لأن الألف للاستفهام، والمعنى على الإيجاب، لأن ألف الاستفهام ههنا يؤدي عن معنى التقرير والتوقيف فيصير النفي إيجابا والإيجاب نفيا.
قال : أي ألم نلن لك قلبك؟ وقال الفراء الحسين بن واقد : ألم نوسع لك صدرك؟ قال : وهذا قول بين، ومنه يقال: فلان ضيق الصدر، وصدره واسع، وقد شرح الله صدور الأنبياء - صلوات الله عليهم - والمؤمنين ثوابا على أعمالهم الحسنة، فصاروا يقبلون الحق، ولا تضيق له صدورهم. أبو جعفر
ومن هذا الحديث المستقيم الإسناد، رواه يونس ، عن ، عن الزهري ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: « أبي ذر بمكة ، فنزل جبرئيل - صلى الله عليه وسلم - ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم أتى بطست مملوءة حكمة وإيمانا فأقره في صدري، ثم عرج بي إلى السماء ». فرج سقف بيتي وأنا
( لك ) الكاف في موضع جر باللام، وفتحت اللام على [ ص: 252 ] أصلها، ومن النحويين من يقول: أصلها الكسر، ولكن فتحت في قولهم له لئلا يجمع بين كسرة وضمة، ثم أتبع ( لك ) له، وإن لم يكن فيه تلك العلة.
( صدرك ) منصوب بـ( نشرح ) وقال العلماء: الصدر محل القرآن والعلم، واستدلوا في ذلك بقول الله عز وجل: ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ).