نصب على الحال . وزعم أنه يقال : إنما خوطب بهذا الفراء آدم - صلى الله عليه وسلم - وإبليس بعينه ويعني ذريته ، فكأنه خاطبهم كما قال : قالتا أتينا طائعين أي أتينا بما فينا ، وقال غير : يكون مخاطبة الفراء لآدم عليه السلام وحواء والحية ، ويجوز أن يكون لآدم وحواء لأن الاثنين جماعة ، ويجوز أن [ ص: 216 ] يكون إبليس ضم إليهما في المخاطبة . فإما يأتينكم " ما " زائدة ، والكوفيون يقولون : صلة ، والبصريون يقولون : فيها معنى التوكيد . " يأتينكم " في موضع جزم بالشرط ، والنون مؤكدة ، وإذا دخلت " ما " شبهت بلام القسم فحسن المجيء بالنون ، وجواب الشرط الفاء في قوله : فمن تبع هداي و " من " في موضع رفع ، و " تبع " في موضع جزم بالشرط فلا خوف عليهم جوابه ، وقال في " فلا خوف عليهم " جواب الشرطين جميعا . وقرأ الكسائي عاصم الجحدري وعيسى وابن أبي إسحاق : ( فمن تبع هدي ) قال أبو زيد : هذه لغة هذيل يقولون : هدي ، وعصي ، وأنشد النحويون :
سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع
قال : العلة في هذا عند أبو جعفر الخليل وهذا معنى قولهما : إن سبيل ياء الإضافة أن يكسر ما قبلها فلما لم يجز أن تتحرك الألف جعل قبلها ياءا عوضا من التغيير . وقرأ وسيبويه الحسن وعيسى وابن أبي إسحاق : ( فلا خوف عليهم ) ، والاختيار عند النحويين الرفع والتنوين لأن الثاني معرفة لا [ ص: 217 ] يكون فيه إلا الرفع فاختاروا في الأول الرفع أيضا ليكون الكلام من وجه واحد .