تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم [4] الأصل تتنزل، فحذفت التاء لاجتماع تاءين. وقال أهل التفسير: ( بإذن ربهم ) بأمر ربهم ( من كل أمر ) هذا تمام الكلام عند النحويين منهم ، والمعنى على قولهم: تنزل الملائكة والروح فيها بأمر ربهم أي: ينزلون بأمر الله الذي فيه الآجال والأرزاق إلى السماء الدنيا من كل أمر، أي من كل أمر فيه الرزق والأجل والحج لمن يحج وغير ذلك. الفراء
وحكى أنه روي عن أبو عبيد ابن عباس أنهما قرآ ( من كل امرئ ) قال وعكرمة إسماعيل بن إسحاق: لم يذكر إسناده، ولعله ضعيف. أبو عبيد
قال : إسناده ضعيف بغير لعل، رواها أبو جعفر ، عن الكلبي أبي صالح ، عن ، وهذا إسناد لا يعرج عليه، وهو مخالف للمصحف الذي تقوم به الحجة، فمن جاء به هكذا قال: التمام من كل امرئ سلام، كما قال ابن عباس : من كل امرئ من الملائكة سلام على المؤمنين والمؤمنات. الشعبي
وقيل: المعنى من كل أمر مخيف سلام أي سلامة، وعلى قراءة الجماعة ( سلام ) مرفوع على خبر هي، كما تقول: قائم زيد، أي هي سلام، أي دار سلامة، أي ذات سلامة، كما قرئ على محمد بن حفص ، عن قال: حدثنا يوسف بن موسى جرير ، عن ، عن الأعمش المنهال بن عمرو ، عن : ( سلام هي ) قال: لا تعمل فيها الشياطين، ولا يجوز فيها السحر، ولا يحدث [ ص: 269 ] فيها شيء إلى الفجر. عبد الرحمن بن أبي ليلى
قال يوسف : وحدثنا تميم بن زياد قال: حدثنا عن أبو جعفر الرازي، الربيع ، عن : ( سلام هي ) قال خير كلها إلى مطلع الفجر. أبي العالية
وروى ، عن الضحاك قال: تصفد فيها مردة الشياطين، وتقبل فيها التوبة، فهذه أقوال المتقدمين من أهل التفسير. ابن عباس
وقال بعض المتأخرين: معنى ( سلام هي ) إنما يقضى فيها الخير من الأرزاق والحج، والشر يقضى في غيرها، يذهب إلى أن ليلة النصف من شعبان قد جاء فيها حديث من تقدير الأشياء. فهذه أقوال المتقدمين والمتأخرين، والله أعلم بما أراد.
( حتى مطلع الفجر ) بفتح اللام قراءة العامة، وقال : وقرأ الفراء وحده ( حتى مطلع الفجر ) قال يحيى بن وثاب : وهي قراءة أبو جعفر ، وأحسن ما قيل في هذا قول أبي رجاء العطاردي قال: وقد كسروا المصدر، قالوا: أتيتك عند مطلع الشمس، أي عند طلوع الشمس، هذه لغة سيبويه بني تميم ، وأما أهل الحجاز فيقولون: مطلع، والمطلع المكان.
قال : شرح هذا أنه ما كان على فعل يفعل فالباب فيه أن يكون المصدر منه واسم المكان مفعلا بالفتح، وكان يجب أن يكون اسم المكان منه بالضم إلا أنه ليس في كلام العرب مفعل، فلم يكن بد من تحويله إلى الفتحة أو الكسرة، فكانت الفتحة أولى؛ لأنها أخف، والدليل على ما قلناه أنه ما كان على فعل يفعل فالمصدر منه مفعل بالفتح، اسم المكان والزمان بالكسر، قالوا: جلس مجلسا وهو في مجلسك، وفي الزمان: أتت الناقة على مضربها بالكسر، فهذا يبين لك أن الأصل مطلع في المكان، ثم حول إلى الفتح، ثم [ ص: 270 ] سمع من العرب أشياء تؤخذ سماعا بغير قياس، قالوا: مطلع للمكان الذي تطلع فيه الشمس، وقال بعضهم: مطلع للمصدر والفتح أولى؛ لأن الفتح في المصدر قد كان لفعل يفعل فكيف يكون في فعل يفعل؟ وأيضا فإن قراءة الجماعة الذين تقوم بهم الحجة ( حتى مطلع ) هذا في قوته في العربية وشذوذ الكسر وخروجه من القياس. أبو جعفر
قال أبو حاتم : وفي حرف أبي ( سلام هي إلى مطلع الفجر ) قال : وهذه القراءة على التفسير، ولا يجوز لأحد أن يقرأ بها لمخالفتها السواد الأعظم. أبو جعفر