الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فما لكم في المنافقين فئتين [ 88 ]

                                                                                                                                                                                                                                        روى شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن عبد الله بن زيد ، عن زيد بن ثابت قال : تخلف رجال عن أحد ، فاختلف فيهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت فرقة : " اقتلهم " ، وقالت فرقة : " اعف عنهم " ، فأنزل الله - جل وعز - : فما لكم في المنافقين فئتين قال الضحاك : هؤلاء قوم تخلفوا بمكة ، وأظهروا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام ، وقالوا : إن ظهر محمد فقد عرفنا ، وإن ظهر قومنا فهو أحب إلينا . فصار المسلمون فيهم فئتين ؛ قوم يتولونهم ، وقوم يتبرؤون منهم ، فقال الله - جل وعز - : فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا فبين الله - جل وعز - كفرهم ، وأوجب البراءة منهم . وقال الأخفش : " فئتين " على الحال ، كما يقال : مالك قائما . وقال الكوفيون : هو خبر " ما لكم " [ ص: 479 ] كخبر كان وظننت ، وأجازوا إدخال الألف واللام فيه ، وحكى الفراء : أركسهم أي ردهم إلى الكفر . قال أبو إسحاق : أي ردهم إلى حكم الكفار . أتريدون أن تهدوا من أضل أي أن تهدوه إلى الثواب بأن يحكم له بأحكام المؤمنين فلن تجد له سبيلا أي إلى الحجة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية