فما لكم في المنافقين فئتين [ 88 ]
روى ، عن شعبة عدي بن ثابت ، عن عبد الله بن زيد ، عن قال : تخلف رجال عن أحد ، فاختلف فيهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت فرقة : " اقتلهم " ، وقالت فرقة : " اعف عنهم " ، فأنزل الله - جل وعز - : زيد بن ثابت فما لكم في المنافقين فئتين قال : هؤلاء قوم تخلفوا الضحاك بمكة ، وأظهروا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام ، وقالوا : إن ظهر محمد فقد عرفنا ، وإن ظهر قومنا فهو أحب إلينا . فصار المسلمون فيهم فئتين ؛ قوم يتولونهم ، وقوم يتبرؤون منهم ، فقال الله - جل وعز - : فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا فبين الله - جل وعز - كفرهم ، وأوجب البراءة منهم . وقال : " فئتين " على الحال ، كما يقال : مالك قائما . وقال الكوفيون : هو خبر " ما لكم " [ ص: 479 ] كخبر كان وظننت ، وأجازوا إدخال الألف واللام فيه ، وحكى الأخفش : أركسهم أي ردهم إلى الكفر . قال الفراء : أي ردهم إلى حكم الكفار . أبو إسحاق أتريدون أن تهدوا من أضل أي أن تهدوه إلى الثواب بأن يحكم له بأحكام المؤمنين فلن تجد له سبيلا أي إلى الحجة .