منصوب بـ " اتقوا " ، ويجوز في غير القرآن : " يوم لا تجزي " على الإضافة . وفي الكلام حذف بين النحويين فيه اختلاف ، قال البصريون : التقدير يوما لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئا ، ثم حذف " فيه " قال : هذا خطأ ، لا يجوز حذف " فيه " ولو جاز هذا لجاز : الذي تكلمت زيد ، بمعنى تكلمت فيه ، قال : ولكن التقدير : واتقوا يوما لا تجزيه نفس ، ثم حذف الهاء . وقال الكسائي : يجوز أن تحذف " فيه ، وأن تحذف الهاء . قال الفراء : الذي قاله أبو جعفر لا يلزم ؛ لأن الظروف يحذف منها ولا يحذف من غيرها ، تقول : تكلمت في اليوم ، وكلمت ، وتكلمت اليوم . هذا احتجاج البصريين ، فأما الكسائي فرد على الفراء بأن قال : فإذا [ ص: 222 ] قلت : كلمت زيدا وتكلمت في زيد ؛ فالمعنيان مختلفان ، فلهذا لم يجز الحذف فينقلب المعنى ، والفائدة في الظروف واحدة ، وهذه الجملة في موضع نصب عند البصريين على نعت لليوم ، ولهذا وجب أن يعود عليه ضمير ، وعند الكوفيين صلة الكسائي ولا يقبل منها شفاعة ويجوز " تقبل " بالتاء لأن الشفاعة مؤنثة وإنما حسن تذكيرها لأنها بمعنى التشفع ، كما قال :
إن السماحة والمروءة ضمنا قبرا بمرو على الطريق الواضح
وقال : حسن التذكير لأنك قد فرقت . قال الأخفش : وكلما طال الكلام فهو أحسن ، وهو في الموات أكثر فرقوا بين الحيوان والموات كما فرقوا بين الآدميين وغيرهم في الجمع . سيبويه شفاعة اسم ما لم يسم فاعله ، وكذا عدل ولا هم ينصرون ابتداء وخبر .