رفع بالابتداء يؤمنون في موضع الخبر ، والكوفيون يقولون : رفع بالضمير . والمقيمين الصلاة في نصبه ستة أقوال : ينصبه على المدح ؛ أي : وأعني المقيمين . قال فسيبويه : هذا باب ما ينصب على التعظيم ، ومن ذلك : سيبويه والمقيمين الصلاة وأنشد :
وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم إلا نميرا أطاعت أمر غاويها الظاعنين ولما يظعنوا أحدا
والقائلون لمن دار نخليها
وأنشد :
[ ص: 505 ]
لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك والطيبون معاقد الأزر
وهذا أصح ما قيل في " المقيمين " . وقال : " والمقيمين " معطوف على " ما " . قال الكسائي : وهذا بعيد ؛ لأن المعنى يكون : ويؤمنون بالمقيمين . وحكى محمد بن جرير أنه قيل : إن " المقيمين " هنا : الملائكة - عليهم السلام - لدوامهم على الصلاة والتسبيح والاستغفار . واختار هذا القول ، وحكى أن النصب على المدح بعيد ؛ لأن المدح إنما يأتي بعد تمام الخبر ، وخبر أبو جعفر الراسخون في العلم في أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما فلا ينتصب على المدح ، ولم يتم خبر الابتداء لأنه جعل " والمؤتون " عطفا ، وجعل الخبر ما ذكر . ومذهب غير ما قال . وقيل : " والمقيمين " عطف على الكاف التي في " قبلك " أي : من قبلك ومن قبل المقيمين . وقيل : " والمقيمين " عطف على الكاف التي في " أولئك " . وقيل : هو معطوف على الهاء والميم ، أي : منهم ومن المقيمين . وهذه الأجوبة الثلاثة لا تجوز ؛ لأن فيها عطف مظهر على مضمر مخفوض . والجواب السادس : أن يكون " والمقيمين " عطفا على " قبلك " ، ويكون المعنى : ومن قبل المقيمين ، ثم أقام " المقيمين " مقام " قبل " كما قال : سيبويه واسأل القرية وقرأ سعيد بن جبير ، وعاصم الجحدري : ( والمقيمون الصلاة ) ، وكذا هو في حرف عبد الله بن [ ص: 506 ] مسعود . فأما حرف أبي فهو فيه : ( والمقيمين ) كما في المصاحف . ( والمؤتون ) فيه خمسة أقوال : قال : وأما " المؤتون " فمرفوع بالابتداء . وقال غيره : هو مرفوع على إضمار مبتدأ ، أي فهم المؤتون الزكاة . وقيل : هو معطوف على المضمر الذي في " المقيمين " . وقيل : هو عطف على المضمر الذي في " يؤمنون " أي يؤمنون هم والمؤتون . والجواب الخامس : أن يكون معطوفا على الراسخين . سيبويه