قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول [ 71 ]
قال : " لا ذلول " نعت ، ولا يجوز نصبه . قال الأخفش : يجوز أن يكون التقدير : لا هي ذلول ، وقد قرأ أبو جعفر أبو عبد الرحمن السلمي : ( لا ذلول تثير الأرض ) وهو جائز على إضمار خبر النفي تثير الأرض متصل بالأول على هذا المعنى أي لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث وزعم علي بن سليمان أنه لا يجوز أن يكون " تثير " مستأنفا ؛ لأن بعده " ولا تسقي الحرث " ، فلو كان مستأنفا لما جمع بين الواو و " لا " . مسلمة أي هي مسلمة ، ويجوز أن يكون " مسلمة " نعتا أي إنها بقرة مسلمة من العرج وسائر العيوب ، ولا يقال : مسلمة من العمل ؛ لأنه لا يصلح سالمة مما هو خير لها . لا شية فيها الأصل وشية حذفت الواو كما حذفت من يشي والأصل يوشي . قالوا الآن جئت بالحق فيه أربعة أوجه : الهمز كما قرأ الكوفيون ( قالوا [ ص: 237 ] الآن ) وتخفيف الهمزة مع حذف الواو لالتقاء الساكنين كما قرأ أهل المدينة ( قالوا الآن ) وحكى وجهين آخرين : أحدهما إثبات الواو مع تخفيف الهمزة ( قالوا لآن جئت بالحق ) أثبت الواو لأن اللام قد تحركت بحركة الهمزة ، ونظير هذا : " وأنه أهلك عادا لولا " على قراءة أهل الأخفش المدينة . وقال وأبي عمرو : سمعت أبو جعفر محمد بن الوليد يقول : سمعت يقول : ما علمت أن محمد بن يزيد لحن في صميم العربية إلا في حرفين : أحدهما : " عادا لولا " ، والآخر : " يؤده إليك " ، وإنما صار لحنا لأنه أدغم حرفا في حرف ، فأسكن الأول ، والثاني حكمه السكون ، وإنما حركته عارضة ، فكأنه جمع بين ساكنين . وحكى أبا عمرو بن العلاء : ( قالوا ألآن جئت بالحق ) فقطع الألف الأولى وهي ألف وصل كما يقال : يا ألله . قال الأخفش : " الآن " مبني على الفتح ، وفيها الألف واللام لأن الألف واللام دخلت لغير عهد تقول : كنت إلى الآن ههنا ؛ فالمعنى : إلى هذا الوقت ، فبنيت كما بني هذا ، وفتحت النون لالتقاء الساكنين ( فذبحوها ) الهاء والألف نصب بالفعل ، والاسم الهاء ، ولا تحذف الألف لخفتها وللفرق بين المذكر والمؤنث ( وما كادوا يفعلون ) فعل مستقبل ، وأجاز أبو إسحاق " كاد أن يفعل " تشبيها بعسى . سيبويه
[ ص: 238 ]