قال : الأخفش فوسوس لهما [20] أي إليهما ما ووري ويجوز في غير القرآن أوري، مثل (أقتت) إلا أن تكونا ملكين خبر تكونا، و(أن) في موضع نصب بمعنى: كراهة، والكوفيون يقولون: لئلا، وقرأ يحيى بن أبي كثير : (إلا أن تكونا ملكين) بكسر اللام، ويجوز على هذه القراءة إسكانها، ولا يجوز على القراءة الأولى لخفة الفتحة. والضحاك
وزعم أن احتجاج أبو عبيد بقوله: (وملك لا يبلى) حجة بينة، ولكن الناس على تركها، فلهذا تركناها. يحيى بن أبي كثير
قال : (إلا أن تكونا ملكين) قراءة شاذة، وقد أنكر على أبو جعفر هذا الكلام، وجعل من الخطأ الفاحش، وهل يجوز أن يتوهم أبي عبيد آدم - صلى الله عليه وسلم - أنه يصل إلى أكثر من ملك الجنة وهي غاية الطالبين؟! وإنما معنى وملك لا يبلى المقام في ملك الجنة والخلود فيه.
وقد بين الله - جل وعز - فضل الملائكة على جميع الخلق في غير موضع من القرآن، فمنها هذا وهو (إلا أن يكونا ملكين) ومنها: ولا أقول لكم إني ملك ومنه: ولا الملائكة المقربون
وقال فضل الله - عز وجل - [ ص: 119 ] الملائكة بالصور والأجنحة والكرامة. الحسن:
وقال غيره: فضلهم الله - جل وعز - بالطاعة وترك المعصية، فبهذا يقع التفضيل في كل شيء.