[ ص: 120 ] يا بني آدم [26]
نداء مضاف قد أنـزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وهو القطن والكتان؛ لأنهما يكونان من الماء الذي يكون من السماء.
وقرأ أبو عبد الرحمن ، ، والحسن من رواية وعاصم المفضل الضبي، ، ومن رواية وأبو عمرو الحسين بن علي الجعفي (ورياشا) ولم يحكه إلا عن أبو عبيد ولم يفسر معناه، وهو جمع ريش، وهو ما كان من المال واللباس. الحسن،
قال : ريش ورياش كما تقول: لبس ولباس (ولباس التقوى) هذه قراءة أهل الفراء المدينة ، وقرأ والكسائي أبو عمرو وابن كثير وعاصم والأعمش (ولباس التقوى) بالرفع، والنصب على العطف، وتم الكلام، والرفع بالابتداء و وحمزة ذلك من نعته، وخبر الابتداء خير
ويجوز أن يكون (لباس) مرفوعا على إضمار مبتدأ، أي: وستر العورة ذلك لباس المتقين.
وروي عن أنه قال: الرفع والنصب حسنان، إلا أن النصب يحتمل معنيين: محمد بن يزيد
أحدهما أن يكون ذلك إشارة إلى اللباس، والآخر أن يكون إشارة إلى كل ما تقدم.
فأما لباس التقوى ففيه قولان:
أحدهما أن معنى (أنزل لباس التقوى) ما علمه الله - جل وعز - وهدى به، هذا في النصب، وفي الرفع على التمثيل.
والقول الآخر أن معنى (لباس التقوى) لبس الصوف والخشن من الثياب مما يتواضع به لله جل وعز.
وأولى ما قيل في النصب أنه معطوف، و ذلك مبتدأ، أي: ذلك الذي أنزلناه من اللباس والريش لباس التقوى خير من التقوى والتجرد في طوافكم.
فإن رفعت فقرأت ولباس التقوى فأولى ما قيل فيه أن ترفعه [ ص: 121 ] بالابتداء، و (ذلك) نعته، أي: ولباس التقوى ذلك الذي علمتموه خير لكم من لباس الثياب التي يواري سوآتكم ومن الرياش الذي أنزلناه إليكم فألبسوه ذلك من آيات الله أي: مما يدل على أن له خالقا لعلهم يذكرون أي: ليكونوا على رجاء من التذكير.