ولوطا [80] ، [81]
نصب؛ لأنه عطف، أي: وأرسلنا لوطا، ويجوز أن يكون منصوبا بمعنى (واذكروا) وكذا ما تقدم من نظيره، إلا أن أجاز: (وإلى عاد أخوهم هود) لأن له مرافعا، ولا يجوز عنده في الفراء لوط هذا.
قال : زعم بعض النحويين - يعني أبو إسحاق - أن الفراء لوطا يكون مشتقا من لطت الحوض، قال: وهذا خطأ؛ لأن الأسماء الأعجمية لا تشتق أتأتون الفاحشة استفهام فيه معنى التقرير، واختلف القراء في الذي بعده، فقرأه بالاستفهام، إلا أنه لين الهمزة، فجعلها بين الهمزة والياء، وقرأ أبو عمرو عاصم بالاستفهام أيضا غير أنهما حققا الهمزة فقرأا (أإنكم) وقرأ وحمزة الكسائي الثاني بغير همز وهو اختيار ونافع ، واحتج هو أبي عبيد جميعا [ ص: 138 ] بقوله - عز وجل -: والكسائي أفإن مت فهم الخالدون ولم يقل (أفهم) وبقوله: أفإن مات أو قتل انقلبتم ولم يقل: (أنقلبتم).
قال : وحكي عن أبو جعفر أنه كان يذهب إلى قول محمد بن يزيد أبي عبيد ، وهذا من أقبح الغلط؛ لأنهما شبها شيئين بما لا يشتبهان؛ لأن الشرط وجوابه بمنزلة شيء واحد، فلا يكون فيهما استفهامان، كالمبتدأ وخبره، فلا يجوز: (أفإن مت أفهم الخالدون) كما لا يجوز: أزيد أمنطلق، وقصة والكسائي لوط - صلى الله عليه وسلم - فيها جملتان، فلك أن تستفهم عن كل واحدة منهما، ويجوز الحذف من الثانية لدلالة الأولى عليها، إلا أن الاختيار تخفيف الهمزة الثانية، وهذا قول الخليل وسيبويه بل أنتم قوم مسرفون ابتداء وخبر.