إن الذين تدعون من دون الله [194]
اسم إن عباد خبره أمثالكم نعت، وحكى أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني أن قرأ (إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم) بتخفيف (إن) وكسرها لالتقاء الساكنين، ونصب (عبادا) بالتنوين، ونصب (أمثالكم) قال: يريد ما الذين تدعون من دون الله بعباد أمثالكم، أي: هن حجارة وأصنام وخشب. سعيد بن جبير
قال : وهذه القراءة لا ينبغي أن يقرأ بها من ثلاث جهات: أبو جعفر
إحداها أنها مخالفة للسواد.
والثانية أن يختار الرفع في خبر (إن) إذا كانت بمعنى (ما) فيقول: إن زيد منطلق؛ لأن عمل (ما) ضعيف، و(إن) بمعناها فهي أضعف منها. سيبويه
والجهة الثالثة أن زعم أن (إن) لا [ ص: 169 ] تكاد تأتي في كلام العرب بمعنى (ما) إلا أن يكون بعدها إيجاب، كما قال - جل وعز -: الكسائي إن الكافرون إلا في غرور
فليستجيبوا لكم الأصل أن تكون اللام مكسورة، فحذفت الكسرة لثقلها، وأن اللام قد اتصلت بما قبلها إن كنتم صادقين خبر كنتم، وفي الكلام حذف، والمعنى: فادعوهم إلى أن يتبعوكم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين أنهم آلهة.