وإخوانهم يمدونهم في الغي [202]
قال أحمد بن جعفر : الضمير للمشركين.
قال أبو حاتم : أي: وإخوان [ ص: 172 ] المشركين، وهم الشياطين.
قال : في الكلام تقديم وتأخير، والمعنى: لا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون، وإخوانهم يمدونهم في الغي. وأحسن ما قيل في هذا قول أبو إسحاق الضحاك وإخوانهم أي: إخوان الشياطين وهم الفجار يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون قال: أي لا يتوبون ولا يرجعون، وعلى هذا يكون الضمير متصلا، فهذا أولى في العربية، وقيل للفجار إخوان الشياطين؛ لأنهم يقبلون منهم.
وقرأ أهل المدينة (يمدونهم) بضم الياء، وجماعة من أهل اللغة ينكرون هذه القراءة، منهم أبو حاتم . وأبو عبيد
قال أبو حاتم : لا أعرف لها وجها إلا أن يكون المعنى: يزيدونهم من الغي، وهذا غير ما يسبق إلى القلوب، وحكى جماعة من أهل اللغة منهم أنه يقال: إذا أكثر شيء شيئا بنفسه مده، وإذا أكثره بغيره قيل: أمده، نحو: أبو عبيد يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة
وحكي عن أنه احتج لقراءة أهل محمد بن يزيد المدينة قال: يقال: مددت له في كذا أي زينته له واستدعيته أن يفعله، وأمددته في كذا أي أعنته برأي أو غير ذلك.
وقرأ عاصم الجحدري (وإخوانهم يمادونهم) في الغي.