وقوله: إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ؛ ومعنى "أووا إليه": صاروا إليه؛ وجعلوه مأواهم؛ و"الفتية": جمع "فتى"؛ مثل "غلام"؛ و"غلمة"؛ و"صبي"؛ و"صبية"؛ و"فعلة"؛ من أسماء الجمع؛ وليس ببناء يقاس عليه؛ لا يجوز "غراب"؛ و"غربة"؛ ولا "غني"؛ و"غنية".
وقوله: فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة ؛ أي: أعطنا من عندك رحمة؛ أي: مغفرة؛ ورزقا؛ وهيئ لنا من أمرنا رشدا ؛ يجوز في "رشدا"؛ "رشدا"؛ إلا أنه لا يقرأ بها ههنا؛ لأن فواصل الآيات على "فعل"؛ نحو: "أمد"؛ و"عدد"؛ فـ "رشد"؛ أحسن في هذا المكان؛ أي: "أرشدنا إلى ما يقرب منك؛ ويزلف عندك".