وقوله - عز وجل -: بالأخسرين أعمالا ؛ منصوب على التمييز؛ لأنه إذ قال: "بالأخسرين"؛ دل على أنه كان منهم ما خسروه؛ فبين ذلك الخسران في أي نوع وقع؛ فأعلم - جل وعز - أنه لا ينفع عمل - عمل مع الكفر به - شيئا؛ فقال: الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ؛ كما قال (تعالى): الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ؛ و"الذين"؛ يصلح أن يكون جرا؛ ورفعا؛ فالجر: نعت لـ "الأخسرين"؛ والرفع على الاستئناف؛ والمعنى: "هم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا"؛ وهم يحسبون ؛ وتقرأ: "يحسبون"؛ أنهم يحسنون صنعا ؛ أي: يظنون أنهم بصدهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم يحسنون صنعا.