وقوله:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_24406_30549_33143nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ؛ لما سئلت الملائكة؛ فقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ؛ وجائز أن يكون الخطاب
لعيسى؛ والعزير؛ وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر المدني وحده: " قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء " ؛ بضم النون؛ على ما لم يسم فاعله؛ وهذه القراءة عند أكثر النحويين خطأ؛ وإنما كانت خطأ لأن " من " ؛ إنما يدخل في هذا الباب في الأسماء؛ إذا كانت مفعولة أولا؛ ولا تدخل على مفعول الحال؛ تقول: " ما اتخذت من أحد وليا " ؛ ولا يجوز " ما اتخذت أحدا من ولي " ؛ لأن " من " ؛ إنما دخلت لأنها تنفي واحدا في معنى
[ ص: 61 ] جميع؛ تقول: " ما من أحد قائما " ؛ و " ما من رجل محبا لما يضره " ؛ ولا يجوز " ما رجل من محب ما يضره " ؛ ولا وجه لهذه القراءة؛ إلا أن الفراء أجازها على ضعف؛ وزعم أنه يجعل " من أولياء " ؛ هو الاسم؛ ويجعل الخبر ما في " نتخذ " ؛ كأنه يجعل على القلب؛ ولا وجه عندنا لهذا البتة؛ لو جاز هذا لجاز في
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=47فما منكم من أحد عنه حاجزين ؛ " ما أحد عنه من حاجزين " ؛ وهذا خطأ؛ لا وجه له؛ فاعرفه؛ فإن معرفة الخطإ فيه أمثل من القراءة؛ والقراء كلهم يخالفون هذا منه؛ ومن الغلط في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: " وما تنزلت به الشياطون " .
وقوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18وكانوا قوما بورا ؛ قيل في التفسير: " هلكى " ؛ و " البائر " ؛ في اللغة: الفاسد؛ والذي لا خير فيه؛ وكذلك " أرض بائرة " ؛ متروكة من أن يزرع فيها.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_24406_30549_33143nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ ؛ لَمَّا سُئِلَتِ الْمَلَائِكَةُ؛ فَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ؛ وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ
لِعِيسَى؛ وَالْعُزَيْرِ؛ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ وَحْدَهُ: " قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُتَّخَذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ " ؛ بِضَمِّ النُّونِ؛ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ؛ وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ عِنْدَ أَكْثَرِ النَّحْوِيِّينَ خَطَأٌ؛ وَإِنَّمَا كَانَتْ خَطَأً لِأَنَّ " مِنْ " ؛ إِنَّمَا يَدْخُلُ فِي هَذَا الْبَابِ فِي الْأَسْمَاءِ؛ إِذَا كَانَتْ مَفْعُولَةً أَوَّلًا؛ وَلَا تَدْخُلُ عَلَى مَفْعُولِ الْحَالِ؛ تَقُولُ: " مَا اتَّخَذْتُ مِنْ أَحَدٍ وَلِيًّا " ؛ وَلَا يَجُوزُ " مَا اتَّخَذْتُ أَحَدًا مِنْ وَلِيٍّ " ؛ لِأَنَّ " مِنْ " ؛ إِنَّمَا دَخَلَتْ لِأَنَّهَا تَنْفِي وَاحِدًا فِي مَعْنَى
[ ص: 61 ] جَمِيعٍ؛ تَقُولُ: " مَا مِنْ أَحَدٍ قَائِمًا " ؛ وَ " مَا مِنْ رَجُلٍ مُحِبًّا لِمَا يَضُرُّهُ " ؛ وَلَا يَجُوزُ " مَا رَجُلٌ مِنْ مُحِبٍّ مَا يَضُرُّهُ " ؛ وَلَا وَجْهَ لِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ؛ إِلَّا أَنَّ الْفَرَّاءَ أَجَازَهَا عَلَى ضَعْفٍ؛ وَزَعَمَ أَنَّهُ يَجْعَلُ " مِنْ أَوْلِيَاءَ " ؛ هُوَ الِاسْمَ؛ وَيَجْعَلُ الْخَبَرَ مَا فِي " نُتَّخَذَ " ؛ كَأَنَّهُ يُجْعَلُ عَلَى الْقَلْبِ؛ وَلَا وَجْهَ عِنْدَنَا لِهَذَا الْبَتَّةَ؛ لَوْ جَازَ هَذَا لَجَازَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=47فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ؛ " مَا أَحَدٌ عَنْهُ مِنْ حَاجِزِينَ " ؛ وَهَذَا خَطَأٌ؛ لَا وَجْهَ لَهُ؛ فَاعْرِفْهُ؛ فَإِنَّ مَعْرِفَةَ الْخَطَإِ فِيهِ أَمْثَلُ مِنَ الْقِرَاءَةِ؛ وَالْقُرَّاءُ كُلُّهُمْ يُخَالِفُونَ هَذَا مِنْهُ؛ وَمِنَ الْغَلَطِ فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ: " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطُونَ " .
وَقَوْلُهُ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ؛ قِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: " هَلْكَى " ؛ وَ " اَلْبَائِرُ " ؛ فِي اللُّغَةِ: اَلْفَاسِدُ؛ وَالَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ؛ وَكَذَلِكَ " أَرْضٌ بَائِرَةٌ " ؛ مَتْرُوكَةٌ مِنْ أَنْ يُزْرَعَ فِيهَا.