متبذلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النقب
و " النقبة " ؛ وجمعها " نقب " ؛ سراويل تلبسه المرأة بلا رجلين؛ ويقال : " فلانة حسنة النقبة؛ والنقاب " ؛ ويقال : " في فلان مناقب جميلة " ؛ و " هو حسن النقيبة " ؛ أي : حسن الخليقة؛ ويقال : " كلب نقيب " ؛ وهو أن تنقب حنجرة الكلب لئلا يرتفع صوته في نباحه؛ وإنما يفعل ذلك البخلاء من العرب ؛ لئلا يطرقهم ضيف بسماع نباح الكلاب؛ وهذا الباب كله يجمعه التأثير الذي له عمق ودخول؛ فمن ذلك " نقبت الحائط " ؛ أي : بلغت في الثقب آخره؛ ومن ذلك النقبة من الجرب؛ لأنه داء شديد الدخول؛ والدليل على ذلك أن البعير يطلى بالهناء؛ فيوجد طعم القطران [ ص: 159 ] في لحمه؛ و " النقبة " : هذه السراويل التي لا رجلين لها؛ قد بولغ في فتحها ونقبها؛ ونقاب المرأة وهو ما ظهر من تلثمها من العينين والمحاجر؛ و " النقب " ؛ و " النقب " : الطريق في الجبل؛ وإنما قيل : " نقيب " ؛ لأنه يعلم دخيلة أمر القوم؛ ويعرف مناقبهم؛ وهو الطريق إلى معرفة أمورهم. وقوله - عز وجل - : وعزرتموهم ؛ قال : " عزرتموهم " : عظمتموهم؛ قال غيره : " عزرتموهم " : نصرتموهم؛ وهذا هو الحق - والله أعلم -؛ وذلك أن " العزر " ؛ في اللغة : الرد؛ وتأويل " عزرت فلانا " : أي : أدبته؛ فعلت به ما يردعه عن القبيح؛ كما أن " نكلت به " ؛ فعلت به ما يجب أن ينكل معه عن المعاودة؛ فتأويل " عزرتموهم " : نصرتموهم بأن تردوا عنهم أعداءهم؛ وقال الله - عز وجل - : أبو عبيدة وتعزروه وتوقروه ؛ فلو كان التعزير هو التوقير لكان الأجود في اللغة الاستعانة والنصرة إذا وجبت؛ فالتعظيم داخل فيها؛ لأن نصرة الأنبياء هي المدافعة عنهم؛ والذب عن دمهم؛ وتعظيمهم؛ وتوقيرهم؛ وقوله - عز وجل - : فقد ضل سواء السبيل ؛ أي : فقد ضل قصد السبيل.