وقوله :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_19860_19863_25510_30475_30945_34128_34370nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ؛ أي : ليس العهد إلا لهؤلاء الذين لم ينكثوا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ؛ أي : ما أقاموا على الوفاء بعهدهم؛ وموضع " الذين " : نصب بالاستثناء.
[ ص: 433 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ؛ وحذف مع " كيف " ؛ جملة " يكون لهم عهد " ؛ لأنه قد ذكر قبل ذلك؛ قال الشاعر - يرثي أخا له مات - :
وخبرتماني أنما الموت بالقرى ... فكيف وهاتا هضبة وقليب
أي : فكيف مات وليس بقرية؛ ومثله قول
الحطيئة :
وكيف ولم أعلمهم خذلوكم ... على معظم ولا أديمكم قدوا
أي : فكيف تلومونني على مدح قوم؛ وتذمونهم؛ واستغنى عن ذكر " ذلك " ؛ مع ذكر " كيف " ؛ لأنه قد جرى في القصيدة ما يدل على ما أضمر؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : " الإل " : العهد؛ و " الذمة " : ما يتذمم منه؛ وقال غيره : " الذمة " : العهد؛ وقيل في " الإل " ؛ غير قول؛ قيل : " الإل " : القرابة؛ وقيل : " الإل " : الحلف؛ وقيل : " الإل " : العهد؛ وقيل : " الإل " : اسم من أسماء الله؛ وهذا عندنا ليس بالوجه؛ لأن أسماء الله - جل وعز - معروفة معلومة؛ كما سمعت في القرآن؛ وتليت في الأخبار؛ قال الله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=180ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ؛ فالداعي يقول : " يا الله؛ يا رحمن؛ يا رب؛ يا مؤمن؛ يا مهيمن " ؛
[ ص: 434 ] ولم يسمع " يا إل " ؛ في الدعاء؛ وحقيقة " الإل " ؛ عندي على ما توحيه اللغة : تحديد الشيء؛ فمن ذلك : " الإلة " : الحربة؛ لأنها محددة؛ ومن ذلك : " أذن مؤللة " ؛ إذا كانت محددة؛ و " الأل " ؛ يخرج في جميع ما فسر من العهد؛ والجوار؛ على هذا؛ وكذلك القرابة؛ فإذا قلت في العهد : " بينهما إل " ؛ فمعناه جوار يحاد الإنسان؛ وإذا قلته في القرابة فتأويله القرابة الدانية التي تحاد الإنسان.
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_19860_19863_25510_30475_30945_34128_34370nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ؛ أَيْ : لَيْسَ الْعَهْدُ إِلَّا لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَمْ يَنْكُثُوا؛
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=7فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ؛ أَيْ : مَا أَقَامُوا عَلَى الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِمْ؛ وَمَوْضِعُ " اَلَّذِينَ " : نَصْبٌ بِالِاسْتِثْنَاءِ.
[ ص: 433 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=8كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً ؛ وَحُذِفَ مَعَ " كَيْفَ " ؛ جُمْلَةُ " يَكُونُ لَهُمْ عَهْدٌ " ؛ لِأَنَّهُ قَدْ ذُكِرَ قَبْلَ ذَلِكَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ - يَرْثِي أَخًا لَهُ مَاتَ - :
وَخَبَّرْتُمَانِي أَنَّمَا الْمَوْتُ بِالْقُرَى ... فَكَيْفَ وَهَاتَا هَضْبَةٌ وَقَلِيبُ
أَيْ : فَكَيْفَ مَاتَ وَلَيْسَ بِقَرْيَةٍ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ
الْحُطَيْئَةِ :
وَكَيْفَ وَلَمْ أَعْلَمْهُمُ خَذَلُوكُمُ ... عَلَى مُعْظَمٍ وَلَا أَدِيمَكُمُ قَدُّوا
أَيْ : فَكَيْفَ تَلُومُونَنِي عَلَى مَدْحِ قَوْمٍ؛ وَتَذُمُّونَهُمْ؛ وَاسْتَغْنَى عَنْ ذِكْرِ " ذَلِكَ " ؛ مَعَ ذِكْرِ " كَيْفَ " ؛ لِأَنَّهُ قَدْ جَرَى فِي الْقَصِيدَةِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا أُضْمِرَ؛ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ : " اَلْإِلُّ " : اَلْعَهْدُ؛ وَ " اَلذِّمَّةُ " : مَا يُتَذَمَّمُ مِنْهُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ : " اَلذِّمَّةُ " : اَلْعَهْدُ؛ وَقِيلَ فِي " اَلْإِلُّ " ؛ غَيْرُ قَوْلٍ؛ قِيلَ : " اَلْإِلُّ " : اَلْقَرَابَةُ؛ وَقِيلَ : " اَلْإِلُّ " : اَلْحِلْفُ؛ وَقِيلَ : " اَلْإِلُّ " : اَلْعَهْدُ؛ وَقِيلَ : " اَلْإِلُّ " : اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ؛ وَهَذَا عِنْدَنَا لَيْسَ بِالْوَجْهِ؛ لِأَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ - جَلَّ وَعَزَّ - مَعْرُوفَةٌ مَعْلُومَةٌ؛ كَمَا سُمِعَتْ فِي الْقُرْآنِ؛ وَتُلِيَتْ فِي الْأَخْبَارِ؛ قَالَ اللَّهُ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=180وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ؛ فَالدَّاعِي يَقُولُ : " يَا اَللَّهُ؛ يَا رَحْمَنُ؛ يَا رَبُّ؛ يَا مُؤْمِنُ؛ يَا مُهَيْمِنُ " ؛
[ ص: 434 ] وَلَمْ يُسْمَعْ " يَا إِلُّ " ؛ فِي الدُّعَاءِ؛ وَحَقِيقَةُ " اَلْإِلُّ " ؛ عِنْدِي عَلَى مَا تُوحِيهِ اللُّغَةُ : تَحْدِيدُ الشَّيْءِ؛ فَمِنْ ذَلِكَ : " اَلْإِلَّةُ " : اَلْحَرْبَةُ؛ لِأَنَّهَا مُحَدَّدَةٌ؛ وَمِنْ ذَلِكَ : " أُذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ " ؛ إِذَا كَانَتْ مُحَدَّدَةً؛ وَ " اَلْأَلُّ " ؛ يُخْرَجُ فِي جَمِيعِ مَا فُسِرَ مِنَ الْعَهْدِ؛ وَالْجِوَارِ؛ عَلَى هَذَا؛ وَكَذَلِكَ الْقَرَابَةُ؛ فَإِذَا قُلْتَ فِي الْعَهْدِ : " بَيْنَهُمَا إِلٌّ " ؛ فَمَعْنَاهُ جِوَارٌ يُحَادُّ الْإِنْسَانُ؛ وَإِذَا قُلْتَهُ فِي الْقَرَابَةِ فَتَأْوِيلُهُ الْقَرَابَةُ الدَّانِيَةُ الَّتِي تُحَادُّ الْإِنْسَانَ.