الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

من وجوه الإعجاز

- حرف الهمزة

- حرف الباء المفردة

- حرف التاء المثناة

- حرف الثاء المثلثة

- حرف الجيم

- حرف الحاء المهملة

- حرف الخاء المعجمة

- حرف الدال المهملة

- حرف الذال المعجمة

- حرف الراء المهملة

- حرف الزاي المعجمة

- حرف الطاء المهملة

- حرف الظاء المعجم

- حرف الكاف

- حرف اللام

- حرف الميم

- حرف النون

- حرف الصاد المهملة

- حرف الضاد المعجمة

- حرف العين المهملة

- حرف الغين المعجمة

- حرف الفاء

- حرف القاف

- حرف السين المهملة

- الشين المعجمة

- حرف الهاء

- حرف الواو

- حرف اللام ألف

- حرف الياء

معترك الأقران في إعجاز القرآن

السيوطي - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

صفحة

جزء

الوجه الخامس عشر من وجوه إعجازه (ورود بعض آياته مجملة وبعضها مبينة) وفي ذلك من حسن البلاغة ما يعجز عنه أولو الفصاحة، لكن هل يجوز بقاؤه مجملا أم لا، أقوال. أصحها لا يبقى المكلف بالعمل به بخلاف غيره. وللإجمال أسباب: أحدها: الاشتراك، نحو: والليل إذا عسعس . فإنه موضوع لأقبل وأدبر. ثلاثة قروء ، فإن القرء موضوع [ ص: 164 ] للحيض والطهر. أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح . يحتمل الزوج والولي، فإن كلا منهما بيده عقدة النكاح. وثانيها: الحذف، نحو: وترغبون أن تنكحوهن . يحتمل في، وعن. وثالثها: اختلاف مرجع الضمير، نحو: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه . يحتمل عود ضمير الفاعل في يرفعه إلى ما عاد عليه ضمير إليه، وهو الله، ويحتمل عوده على العمل. والمعنى إن العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب. ويحتمل عوده إلى الكلم الطيب، أي أن الكلم الطيب - وهو التوحيد - يرفع العمل الصالح، لأنه لا يصح العمل إلا مع الإيمان. ورابعها: إجمال العطف والاستئناف، نحو: إلا الله والراسخون في العلم يقولون . وخامسها: غرابة اللفظ، نحو: فلا تعضلوهن . وسادسها: عدم كثرة الاستعمال، نحو: يلقون السمع . أي يسمعون. ثاني عطفه ، أي متكبرا. فأصبح يقلب كفيه ، أي نادما. وسابعها: التقديم والتأخير، نحو: ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى . أي: ولولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما. يسألونك كأنك حفي عنها ، أي يسألونك عنها كأنك حفي. وثامنها: قلب المنقول، نحو وطور سينين ، أي: سيناء على إل ياسين ، أي إلياس. وتاسعها: التكرير القاطع لوصل الكلام في الظاهر، نحو: للذين استضعفوا لمن آمن منهم .

الْوَجْهُ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ وُجُوهِ إِعْجَازِهِ (وُرُودُ بَعْضِ آيَاتِهِ مُجْمَلَةً وَبَعْضُهَا مُبَيِّنَةً) وَفِي ذَلِكَ مِنْ حُسْنِ الْبَلَاغَةِ مَا يَعْجِزُ عَنْهُ أُولُو الْفَصَاحَةِ، لَكِنْ هَلْ يَجُوزُ بَقَاؤُهُ مُجْمَلًا أَمْ لَا، أَقْوَالٌ. أَصَحُّهَا لَا يَبْقَى الْمُكَلَّفُ بِالْعَمَلِ بِهِ بِخِلَافِ غَيْرِهِ. وَلِلْإِجْمَالِ أَسْبَابٌ: أَحَدُهَا: الِاشْتِرَاكُ، نَحْوُ: وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ . فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ لِأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ. ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ، فَإِنَّ الْقُرْءَ مَوْضُوعٌ [ ص: 164 ] لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ. أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ . يَحْتَمِلُ الزَّوْجَ وَالْوَلِيَّ، فَإِنَّ كُلًّا مِنْهُمَا بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ. وَثَانِيهَا: الْحَذْفُ، نَحْوُ: وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ . يَحْتَمِلُ فِي، وَعَنْ. وَثَالِثُهَا: اخْتِلَافُ مَرْجِعِ الضَّمِيرِ، نَحْوُ: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ . يَحْتَمِلُ عَوْدُ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي يَرْفَعُهُ إِلَى مَا عَادَ عَلَيْهِ ضَمِيرٌ إِلَيْهِ، وَهُوَ اللَّهُ، وَيُحْتَمَلُ عَوْدُهُ عَلَى الْعَمَلِ. وَالْمَعْنَى إِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ هُوَ الَّذِي يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ. وَيُحْتَمَلُ عَوْدُهُ إِلَى الْكَلِمِ الطَّيِّبِ، أَيْ أَنَّ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ - وَهُوَ التَّوْحِيدُ - يَرْفَعُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ، لِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ الْعَمَلُ إِلَّا مَعَ الْإِيمَانِ. وَرَابِعُهَا: إِجْمَالُ الْعَطْفِ وَالِاسْتِئْنَافِ، نَحْوُ: إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ . وَخَامِسُهَا: غَرَابَةُ اللَّفْظِ، نَحْوُ: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ . وَسَادِسُهَا: عَدَمُ كَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، نَحْوُ: يُلْقُونَ السَّمْعَ . أَيْ يَسْمَعُونَ. ثَانِيَ عِطْفِهِ ، أَيْ مُتَكَبِّرًا. فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ ، أَيْ نَادِمًا. وَسَابِعُهَا: التَّقْدِيمُ وَالتَّأْخِيرُ، نَحْوُ: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى . أَيْ: وَلَوْلَا كَلِمَةٌ وَأَجَلٌ مُسَمًّى لَكَانَ لِزَامًا. يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ، أَيْ يَسْأَلُونَكَ عَنْهَا كَأَنَّكَ حَفِيٌّ. وَثَامِنُهَا: قَلْبُ الْمَنْقُولِ، نَحْوُ وَطُورِ سِينِينَ ، أَيْ: سَيْنَاءُ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ، أَيْ إِلْيَاسَ. وَتَاسِعُهَا: التَّكْرِيرُ الْقَاطِعُ لِوَصْلِ الْكَلَامِ فِي الظَّاهِرِ، نَحْوُ: لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث