فصل
nindex.php?page=treesubj&link=21027القصد بالخبر إفادة المخاطب. وقد يرد بمعنى الأمر، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233والوالدات يرضعن أولادهن .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228والمطلقات يتربصن . وبمعنى النهي، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يمسه إلا المطهرون . وبمعنى الدعاء، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5وإياك نستعين . ومنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب ، فإنه دعاء عليه. وكذا:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=30قاتلهم الله أنى يؤفكون .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا . وجعل منه قوم:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90حصرت صدورهم . قالوا: هو دعاء عليهم بضيق صدورهم عن قتال أحد. ونازع
ابن العربي في قولهم: إن الخبر يرد بمعنى الأمر أو النهي، فقال في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فلا رفث ولا فسوق ، - ليس نفيا لوجود الرفث، بل لنفي مشروعيته، فإن الرفث يوجد من بعض الناس، وأخبار الله لا يجوز أن
[ ص: 321 ] تقع بخلاف مخبره، وإنما يرجع النفي إلى وجوده مشروعا لا إلى وجوده محسوسا، كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228والمطلقات يتربصن ، ومعناه مشروعا لا محسوسا. فإنا نجد مطلقات لا يتربصن، فعاد النفي إلى الحكم الشرعي لا إلى الوجود الحسي. وكذا:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يمسه إلا المطهرون ، أي لا يمسه أحد منهم شرعا، فإن وجد المس فعلى خلاف حكم الشرع. قال: وهذه الدقيقة التي فاتت العلماء، فقالوا: إن الخبر يكون بمعنى النهي وما وجد ذلك قط، ولا يصح أن يوجد، فإنهما مختلفان حقيقة متباينان وضعا. انتهى.
فرع من أقسامه على الأصح التعجب. قال
ابن فارس: وهو تفضيل لشيء على أضرابه. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12779ابن الصائغ: استعظام صفة، خرج بها المتعجب منه عن نظائره. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: معنى التعجب تعظيم الأمر في قلوب السامعين، لأن التعجب لا يكون إلا من شيء خارج عن نظائره وأشكاله. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14387الرماني: المطلوب في التعجب الإبهام، لأن من شأن الناس أن يتعجبوا مما لم يعرف سببه، فكلما استبهم السبب كان التعجب أحسن. قال: وأصل التعجب إنما هو للمعنى الخفي سببه. والصيغة الدالة عليه تسمى تعجبا مجازا، قال: ومن أجل الإبهام لم تعمل " نعم " إلا في الجنس من أجل التفخيم، ليقع التفسير على نحو التفخيم بالإضمار قبل الذكر. تم قد وضعوا للتعجب صيغا من لفظه، وهي ما أفعل، وأفعل به، وصيغا من غير لفظه، نحو " كبر " ، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5كبرت كلمة تخرج من أفواههم .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28كيف تكفرون بالله .
[ ص: 322 ] قاعدة قال المحققون: إذا ورد التعجب من الله صرف إلى المخاطب، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=175فما أصبرهم على النار ، أي هؤلاء يجب أن يتعجب منهم. وإنما لا يوصف تعالى بالتعجب، لأنه استعظام يصحبه الجهل، وهو تعالى منزه عن ذلك، ولهذا تعبر جماعة بالتعجيب بدله، أي أنه تعجيب من الله للمخاطبين. ونظير هذا مجيء الدعاء والترجي منه تعالى، إنما هو بالنظر إلى ما تفهمه العرب، أي هؤلاء مما يجب أن يقال لهم: عندكم هذا. ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44لعله يتذكر أو يخشى . المعنى اذهبا على رجائكما وطمعكما. وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1ويل للمطففين .
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=10ويل يومئذ للمكذبين . لا نقول هذا دعاء، لأن الكلام بذلك قبيح، ولكن
العرب إنما تكلموا بكلامهم، وجاء القرآن على لغتهم وعلى ما يعنونه، فكأنه قيل لهم: "ويل للمطففين "، أي هؤلاء ممن وجب هذا القول لهم، لأن هذا الكلام إنما يقال لصاحب الشر والهلكة، فقيل: هؤلاء ممن دخل في الهلكة. فرع من أقسام الخبر الوعد والوعيد، نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . وفي كلام
ابن قتيبة ما يوهم أنه إنشاء. فرع
nindex.php?page=treesubj&link=21027من أقسام الخبر النفي، بل هو شطر الكلام كله. والفرق بينه وبين الجحد أن النافي إن كان صادقا سمي كلامه نفيا، ولا يسمى جحدا. وإن كان كاذبا سمي نفيا وجحدا أيضا، فكل جحد نفي، وليس كل نفي جحدا. ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12940أبو جعفر النحاس وابن الشجري وغيرهما.
[ ص: 323 ] مثال النفي:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=40ما كان محمد أبا أحد من رجالكم . ومثال الجحد نفي
فرعون وقومه آيات
موسى، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=13فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا . وأدوات النفي: لا، ولات، وليس، وما، وإن، ولم، ولما، وستأتي في حروف المعجم. ونورد هنا فائدة زائدة، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14261الخويي: أصل أدوات النفي لا، وما، لأن النفي إما في الماضي وإما في المستقبل، والاستقبال أكثر من الماضي أبدا، ولا أخف من ما، فوضعوا الأخف للأكثر. ثم إن النفي في الماضي إما أن يكون نفيا واحدا مستمرا، أو نفيا فيه أحكام متعددة، وكذلك النفي في المستقبل، فصار النفي على أربعة أقسام. واختاروا له أربع كلمات: ما، ولم، ولن، ولا، فأما إن ولما فليسا بأصلين، فما ولا في الماضي والمستقبل متقابلان. ولم كأنه مأخوذ من لا وما، لأن لم نفي للاستقبال لفظا والمضي معنى، فأخذ اللام من لا التي هي لنفي المستقبل والميم من " ما "التي هي لنفي الماضي، وجمع بينهما إشارة إلى أن في "لم " إشارة إلى المستقبل والماضي، وقدم اللام على الميم إشارة إلى أن " لا " هي أصل النفي، ولهذا ينفى بها في أثناء الكلام، فيقال لم يفعل زيد ولا عمرو. أما لما فتركيب بعد تركيب، كأنه قال: لم وما لتوكيد معنى النفي في الماضي. وتفيد الاستقبال أيضا، ولهذا تفيد لما الاستمرار.
فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=21027الْقَصْدُ بِالْخَبَرِ إِفَادَةُ الْمُخَاطَبِ. وَقَدْ يَرِدُ بِمَعْنَى الْأَمْرِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ . وَبِمَعْنَى النَّهْيِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ . وَبِمَعْنَى الدُّعَاءِ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . وَمِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ، فَإِنَّهُ دُعَاءُ عَلَيْهِ. وَكَذَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=30قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا . وَجَعَلَ مِنْهُ قَوْمٌ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ . قَالُوا: هُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ بِضِيقِ صُدُورِهِمْ عَنْ قِتَالِ أَحَدٍ. وَنَازَعَ
ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ الْخَبَرَ يَرِدُ بِمَعْنَى الْأَمْرِ أَوِ النَّهْيِ، فَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=197فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ ، - لَيْسَ نَفْيًا لِوُجُودِ الرَّفَثِ، بَلْ لِنَفْيِ مَشْرُوعِيَّتِهِ، فَإِنَّ الرَّفَثَ يُوجَدُ مِنْ بَعْضِ النَّاسِ، وَأَخْبَارُ اللَّهِ لَا يَجُوزُ أَنْ
[ ص: 321 ] تَقَعَ بِخِلَافِ مُخْبِرِهِ، وَإِنَّمَا يَرْجِعُ النَّفْيُ إِلَى وُجُودِهِ مَشْرُوعًا لَا إِلَى وُجُودِهِ مَحْسُوسًا، كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ ، وَمَعْنَاهُ مَشْرُوعًا لَا مَحْسُوسًا. فَإِنَّا نَجِدُ مُطَلَّقَاتٍ لَا يَتَرَبَّصْنَ، فَعَادَ النَّفْيُ إِلَى الْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ لَا إِلَى الْوُجُودِ الْحِسِّيِّ. وَكَذَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ، أَيْ لَا يَمَسُّهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَرْعًا، فَإِنْ وُجِدَ الْمَسُّ فَعَلَى خِلَافِ حُكْمِ الشَّرْعِ. قَالَ: وَهَذِهِ الدَّقِيقَةُ الَّتِي فَاتَتِ الْعُلَمَاءَ، فَقَالُوا: إِنَّ الْخَبَرَ يَكُونُ بِمَعْنَى النَّهْيِ وَمَا وُجِدَ ذَلِكَ قَطُّ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يُوجَدَ، فَإِنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ حَقِيقَةً مُتَبَايِنَانِ وَضْعًا. انْتَهَى.
فَرْعٌ مِنْ أَقْسَامِهِ عَلَى الْأَصَحِّ التَّعَجُّبُ. قَالَ
ابْنُ فَارِسٍ: وَهُوَ تَفْضِيلٌ لِشَيْءٍ عَلَى أَضْرَابِهِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12779ابْنُ الصَّائِغِ: اسْتِعْظَامُ صِفَةٍ، خَرَجَ بِهَا الْمُتَعَجِّبُ مِنْهُ عَنْ نَظَائِرِهِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: مَعْنَى التَّعَجُّبِ تَعْظِيمُ الْأَمْرِ فِي قُلُوبِ السَّامِعِينَ، لِأَنَّ التَّعَجُّبَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ شَيْءٍ خَارِجٍ عَنْ نَظَائِرِهِ وَأَشْكَالِهِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14387الرُّمَّانِيُّ: الْمَطْلُوبُ فِي التَّعَجُّبِ الْإِبْهَامُ، لِأَنَّ مِنْ شَأْنِ النَّاسِ أَنْ يَتَعَجَّبُوا مِمَّا لَمْ يُعْرَفْ سَبَبُهُ، فَكُلَّمَا اسْتُبْهِمَ السَّبَبُ كَانَ التَّعَجُّبُ أَحْسَنَ. قَالَ: وَأَصْلُ التَّعَجُّبِ إِنَّمَا هُوَ لِلْمَعْنَى الْخَفِيِّ سَبَبُهُ. وَالصِّيغَةُ الدَّالَّةُ عَلَيْهِ تُسَمَّى تَعَجُّبًا مَجَازًا، قَالَ: وَمِنْ أَجْلِ الْإِبْهَامِ لَمْ تَعْمَلْ " نَعَمْ " إِلَّا فِي الْجِنْسِ مِنْ أَجْلِ التَّفْخِيمِ، لِيَقَعَ التَّفْسِيرُ عَلَى نَحْوِ التَّفْخِيمِ بِالْإِضْمَارِ قَبْلَ الذِّكْرِ. تَمَّ قَدْ وَضَعُوا لِلتَّعَجُّبِ صِيَغًا مِنْ لَفْظِهِ، وَهِيَ مَا أَفْعَلَ، وَأَفْعِلْ بِهِ، وَصِيَغًا مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ، نَحْوُ " كَبُرَ " ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ .
[ ص: 322 ] قَاعِدَةٌ قَالَ الْمُحَقِّقُونَ: إِذَا وَرَدَ التَّعَجُّبُ مِنَ اللَّهِ صُرِفَ إِلَى الْمُخَاطَبِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=175فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ، أَيْ هَؤُلَاءِ يَجِبُ أَنْ يَتَعَجَّبَ مِنْهُمْ. وَإِنَّمَا لَا يُوصَفُ تَعَالَى بِالتَّعَجُّبِ، لِأَنَّهُ اسْتِعْظَامٌ يَصْحَبُهُ الْجَهْلُ، وَهُوَ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ، وَلِهَذَا تُعَبِّرُ جَمَاعَةٌ بِالتَّعْجِيبِ بَدَلَهُ، أَيْ أَنَّهُ تَعْجِيبٌ مِنَ اللَّهِ لِلْمُخَاطَبِينَ. وَنَظِيرُ هَذَا مَجِيءُ الدُّعَاءِ وَالتَّرَجِّي مِنْهُ تَعَالَى، إِنَّمَا هُوَ بِالنَّظَرِ إِلَى مَا تَفْهَمُهُ الْعَرَبُ، أَيْ هَؤُلَاءِ مِمَّا يَجِبُ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: عِنْدَكُمْ هَذَا. وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى . الْمَعْنَى اذْهَبَا عَلَى رَجَائِكُمَا وَطَمَعِكُمَا. وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=10وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ . لَا نَقُولُ هَذَا دُعَاءً، لِأَنَّ الْكَلَامَ بِذَلِكَ قَبِيحٌ، وَلَكِنَّ
الْعَرَبَ إِنَّمَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِهِمْ، وَجَاءَ الْقُرْآنُ عَلَى لُغَتِهِمْ وَعَلَى مَا يَعْنُونَهُ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ لَهُمْ: "وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ "، أَيْ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ وَجَبَ هَذَا الْقَوْلُ لَهُمْ، لِأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ إِنَّمَا يُقَالُ لِصَاحِبِ الشَّرِّ وَالْهَلَكَةِ، فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الْهَلَكَةِ. فَرْعٌ مِنْ أَقْسَامِ الْخَبَرِ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ، نَحْوُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ . وَفِي كَلَامِ
ابْنِ قُتَيْبَةَ مَا يُوهِمُ أَنَّهُ إِنْشَاءٌ. فَرْعٌ
nindex.php?page=treesubj&link=21027مِنْ أَقْسَامِ الْخَبَرِ النَّفْيُ، بَلْ هُوَ شَطْرُ الْكَلَامِ كُلِّهِ. وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَحْدِ أَنَّ النَّافِيَ إِنْ كَانَ صَادِقًا سُمِّيَ كَلَامُهُ نَفْيًا، وَلَا يُسَمَّى جَحْدًا. وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا سُمِّيَ نَفْيًا وَجَحْدًا أَيْضًا، فَكَلُّ جَحْدٍ نَفْيٌ، وَلَيْسَ كُلُّ نَفْيٍ جَحْدًا. ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12940أَبُو جَعْفَرِ النَّحَّاسُ وَابْنُ الشَّجَرِيِّ وَغَيْرُهُمَا.
[ ص: 323 ] مِثَالُ النَّفْيِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=40مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ . وَمِثَالُ الْجَحْدِ نَفْيُ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ آيَاتِ
مُوسَى، قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=13فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا . وَأَدَوَاتُ النَّفْيِ: لَا، وَلَاتَ، وَلَيْسَ، وَمَا، وَإِنْ، وَلِمَ، وَلَمَّا، وَسَتَأْتِي فِي حُرُوفِ الْمُعْجَمِ. وَنُورِدُ هُنَا فَائِدَةٌ زَائِدَةٌ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14261الْخُوَيِيُّ: أَصْلُ أَدَوَاتِ النَّفْيِ لَا، وَمَا، لِأَنَّ النَّفْيَ إِمَّا فِي الْمَاضِي وَإِمَّا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَالِاسْتِقْبَالُ أَكْثَرُ مِنَ الْمَاضِي أَبَدًا، وَلَا أَخَفَّ مِنْ مَا، فَوَضَعُوا الْأَخَفَّ لِلْأَكْثَرِ. ثُمَّ إِنَّ النَّفْيَ فِي الْمَاضِي إِمَّا أَنْ يَكُونَ نَفْيًا وَاحِدًا مُسْتَمِرًّا، أَوْ نَفْيًا فِيهِ أَحْكَامٌ مُتَعَدِّدَةٌ، وَكَذَلِكَ النَّفْيُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، فَصَارَ النَّفْيُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ. وَاخْتَارُوا لَهُ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ: مَا، وَلَمْ، وَلَنْ، وَلَا، فَأَمَّا إِنْ وَلَمَّا فَلَيْسَا بِأَصْلَيْنِ، فَمَا وَلَا فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ مُتَقَابِلَانِ. وَلَمْ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ لَا وَمَا، لِأَنَّ لَمْ نَفْيٌ لِلِاسْتِقْبَالِ لَفْظًا وَالْمُضِيِّ مَعْنًى، فَأَخَذَ اللَّامَ مِنْ لَا الَّتِي هِيَ لِنَفْيِ الْمُسْتَقْبَلِ وَالْمِيمِ مِنْ " مَا "الَّتِي هِيَ لِنَفْيِ الْمَاضِي، وَجَمَعَ بَيْنِهِمَا إِشَارَةً إِلَى أَنَّ فِي "لَمْ " إِشَارَةٌ إِلَى الْمُسْتَقْبَلِ وَالْمَاضِي، وَقَدَّمَ اللَّامَ عَلَى الْمِيمِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ " لَا " هِيَ أَصْلُ النَّفْيِ، وَلِهَذَا يُنْفَى بِهَا فِي أَثْنَاءِ الْكَلَامِ، فَيُقَالُ لَمْ يَفْعَلْ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو. أَمَّا لِمَا فَتَرْكِيبٌ بَعْدَ تَرْكِيبٍ، كَأَنَّهُ قَالَ: لَمْ وَمَا لِتَوْكِيدِ مَعْنَى النَّفْيِ فِي الْمَاضِي. وَتُفِيدُ الِاسْتِقْبَالَ أَيْضًا، وَلِهَذَا تُفِيدُ لِمَا الِاسْتِمْرَارَ.