قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين [ ص: 264 ] nindex.php?page=treesubj&link=28978قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا مفعولان ، أحدهما حذفت منه " من " وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
منا الذي اختير الرجال سماحة وبرا إذا هب الرياح الزعازع
وقال الراعي يمدح رجلا :
اخترتك الناس إذ رثت خلائقهم واختل من كان يرجى عنده السول
يريد : اخترتك من الناس . وأصل اختار اختير ; فلما تحركت الياء وقبلها فتحة قلبت ألفا ، نحو قال وباع .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155فلما أخذتهم الرجفة أي ماتوا . والرجفة في اللغة الزلزلة الشديدة . ويروى أنهم زلزلوا حتى ماتوا .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أي أمتهم ; كما قال عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إن امرؤ هلك . وإياي عطف . والمعنى : لو شئت أمتنا من قبل أن نخرج إلى الميقات بمحضر
بني إسرائيل حتى لا يتهموني .
أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان عن
سفيان عن
أبي إسحاق عن
عمارة بن عبد عن
علي رضي الله عنه قال : انطلق
موسى وهارون صلى الله عليهما وانطلق
شبر وشبير - هما ابنا
هارون - فانتهوا إلى جبل فيه سرير ، فقام عليه
هارون فقبض روحه . فرجع
موسى إلى قومه ، فقالوا : أنت قتلته ، حسدتنا على لينه وعلى خلقه ، أو كلمة نحوها ، الشك من
سفيان ، فقال : كيف أقتله ومعي ابناه ! قال : فاختاروا من شئتم ; فاختاروا من كل سبط عشرة . قال : فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فانتهوا إليه ; فقالوا : من قتلك يا
هارون ؟ قال : ما قتلني أحد ولكن الله توفاني . قالوا : يا
موسى ، ما تعصى .
فأخذتهم الرجفة ، فجعلوا يترددون يمينا وشمالا ، ويقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك قال : فدعا الله فأحياهم وجعلهم أنبياء كلهم . وقيل : أخذتهم الرجفة لقولهم : أرنا الله جهرة كما قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=55وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة [ ص: 265 ] على ما تقدم بيانه في " البقرة " وقال
ابن عباس : إنما أخذتهم الرجفة ; لأنهم لم ينهوا من عبد العجل ولم يرضوا عبادته . وقيل : هؤلاء السبعون غير من قالوا أرنا الله جهرة . وقال
وهب : ما ماتوا ، ولكن أخذتهم الرجفة من الهيبة حتى كادت أن تبين مفاصلهم ، وخاف
موسى عليهم الموت . وقد تقدم في " البقرة " عن
وهب أنهم ماتوا يوما وليلة . وقيل غير هذا في معنى سبب أخذهم بالرجفة . والله أعلم بصحة ذلك .
ومقصود الاستفهام في قوله : أتهلكنا الجحد ; أي لست تفعل ذلك . وهو كثير في كلام العرب . وإذا كان نفيا كان بمعنى الإيجاب ; كما قال :
ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
وقيل : معناه الدعاء والطلب ، أي لا تهلكنا ; وأضاف إلى نفسه . والمراد القوم الذين ماتوا من الرجفة . وقال
المبرد : المراد بالاستفهام استفهام استعظام ; كأنه يقول : لا تهلكنا ، وقد علم
موسى أن الله لا يهلك أحدا بذنب غيره ; ولكنه كقول
عيسى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إن تعذبهم فإنهم عبادك . وقيل : المراد بالسفهاء السبعون . والمعنى : أتهلك
بني إسرائيل بما فعل هؤلاء السفهاء في قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=153أرنا الله جهرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155إن هي إلا فتنتك أي ما هذا إلا اختبارك وامتحانك . وأضاف الفتنة إلى الله عز وجل ولم يضفها إلى نفسه ; كما قال إبراهيم :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=80وإذا مرضت فهو يشفين فأضاف المرض إلى نفسه والشفاء إلى الله تعالى : وقال
يوشع :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=63وما أنسانيه إلا الشيطان . وإنما استفاد ذلك
موسى عليه السلام من قوله تعالى له :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=85فإنا قد فتنا قومك من بعدك . فلما رجع إلى قومه ورأى العجل منصوبا للعبادة وله خوار قال
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155إن هي إلا فتنتك تضل بها أي بالفتنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155من تشاء وتهدي من تشاء وهذا رد على القدرية .