وخطب - رضي الله عنه - ، فقال بعد حمد الله :
أيها الناس ؛ اتقوا الله ، فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ، ولا أهمل سدى فيلغو ؛ ما دنياه التي تحسنت إليه بخلف من الآخرة التي قبحها سوء النظر إليه ؛ وما الخسيس الذي ظفر به - من الدنيا - بأعلى همته ؛ كالآخر الذي ذهب من الآخرة من سهمته .
* * *
وكتب - رضي الله عنه - إلى علي - رحمة الله عليهما - وهو عبد الله بن عباس بالبصرة :
أما بعد ؛ فإن المرء يسر بدرك ما لم يكن ليحرمه ، ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه ؛ فليكن سرورك بما قدمت من أجر أو منطق ؛ وليكن أسفك فيما فرطت فيه من ذلك .
وانظر ما فاتك من الدنيا ؛ فلا تكثر عليه جزعا ، وما نلته ؛ فلا تنعم به فرحا ؛ وليكن همك لما بعد الموت .