باب ورود حذف إحدى اللامين وهو مرجح بثاني الحرفين
في اليل واللائي التي واللاتي وفي الذي بأي لفظ ياتي
- اللفظ الثاني: "اللائي"، وقد وقع في أربعة مواضع:
موضع في "الأحزاب"، وموضع في "المجادلة"، وموضعان في "الطلاق".
- اللفظ الثالث: "التي". نحو: التي وقودها الناس والحجارة . وهو كثير في القرآن.
- اللفظ الرابع: "اللاتي" نحو: واللاتي يأتين الفاحشة . وهو كثير أيضا.
- اللفظ الخامس: "الذي" بأي لفظ يأتي من مفرد ومثنى وجمع نحو: الذي خلقكم والذين من قبلكم واللذان يأتيانها منكم أرنا اللذين أضلانا .
واعلم أن ما ذكره الناظم من ترجيح حذف اللام الثانية في الألفاظ المذكورة هو مختار . أبي عمرو
وأما فاختار حذف اللام الأولى، فإذا ضبطت الألفاظ المذكورة على مختار أبو داود لم يجعل على اللام المرسومة فتحة، ولا شدة ولا تلحق الألف التي بعدها في: "اللائي" و: "اللاتي" لفقد المفتوح المشدد الذي شأنه أن تلحق الألف معه، وإذا ضبطت على مختار أبي داود فعلى العكس، وبمختار أبي عمرو جرى عملنا، وفهم من اقتصار الناظم على حذف إحدى اللامين في الألفاظ الخمسة أن ما عداها من الألفاظ التي فيها لامان متصلتان وارد على الأصل الذي هو ثبوتهما معا، وهو كذلك باتفاق المصاحف نحو: "الله". و: "اللهم"، و: "اللطيف". و: "اللؤلؤ"، و: "اللمم". و: "اللهو". و: "اللعب". و: "اللغو". و: "اللوامة". و: "اللعنة". و: "اللاعنون". و: "واللات والعزى" و: "من اللاعبين". أبي عمرو
نعم سكت الناظم عما جرى به العمل على مذهب النحاة من حذف إحدى اللامين من اسم الجلالة إذا جر باللام نحو: لله الأمر . لعدم ذكر أئمة الرسم له.
وأما ألف بتشديد اللام فإنما يرسم بلام واحدة، وسكت عنه الناظم لمجيئه على الأصل فيه؛ إذ هو فعل ماض، قال في "التنزيل" في سورة "الأنفال"، وألف [ ص: 154 ] بلام واحدة، ولا يجوز غير ذلك؛ إذ هو فعل، وإنما قيدته; لأني رأيت كثيرا من كتاب المصاحف وغيرها قد رسموه بلامين جعلوها مثل: الألف واللام اللتين تدخلان للتعريف في نحو "اللهو"، و: "اللعب"، وشبهها. اهـ. أبو داود
ومثل: "ألف": "ألفت" و: "لا تكلف"، وشبههما.
مما اللام الأولى فيه، والثانية من كلمة واحدة تحقيقا.
"تنبيه": الألفاظ الخمسة التي حذف منها كتاب المصاحف إحدى اللامين هي مما تنزلت فيه: أل منزلة الجزء للزومها لها إلا لفظ: "اليل". واقتصارهم على تلك الألفاظ الخمسة أوضح دليل على أنهم أجروها مجرى باب: "مد" و: "رد". في الرسم المدغم والمدغم فيه بحرف واحد، ولا يعكر عليه إثباتهم اللامين في اللات لإجرائهم له لما قل دوره على الأصل، ألا ترى إلى لفظ "اليل". حذفوا منه اللام مع أنه لم تتنزل "أل" منزلة الجزء منه حين كثر دوره وتماثل أكثر حروفه.