وبعد واو الفرد أيضا ثبتت وبعد أن يعفو مع ذو حذفت
أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن الألف زيدت بعد واو الفرد أيضا؛ يعني بعد واو فعل الفرد المتطرفة، وأن الألف حذفت بعد أن يعفو وبعد ذو حيثما وقعت في القرآن.أما أو ما في معنى المفرد من الجمع الظاهر؛ إذ الفعل معه يؤتى به على صورة المسند إلى المفرد، نحو: واو فعل الفرد المتطرفة فهي الواو التي هي لام الفعل المسند إلى المفرد، إنما أشكو بثي ، فلا يربو ونبلو أخباركم لن ندعو ، ونحو: "ما تتلوا الشياطين"، واحترز بقيد الفرد عن المسند إلى ضمير تثنية نحو: دعوا الله ربهما ، فلا يزاد بعده ألف، وعن المسند إلى ضمير جمع لتقدمه قبل، وخرج بوصف الواو بالتطرف الواو في نحو: أدعوكم إلى النجاة "واللاتي لا يرجون نكاحا"، والواو في نحو: يئوده حفظهما . و: يحول بين المرء وقلبه ، فلا تزاد الألف بعدهما وإن كان ظاهر عبارة الناظم يشملهما.
وأما "أن يعفو"، المحذوف بعد واوه الألف ففي "النساء": فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم ، وهذا مستثنى من [ ص: 190 ] قاعدة زيادة الألف بعد واو فعل الفرد، واحترز بقيد المجاور ليعفو؛ وهو "أن" عن غير المجاور لها نحو: "أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح"، فإنه رسم بالألف بعد الواو.
وأما "ذو" المحذوف بعد واوه الألف حيثما وقع في القرآن فنحو: لذو فضل على الناس ، ذو فضل على العالمين ، وليس مستثنى من القاعدة المتقدمة لعدم دخوله كما هو ظاهر.
"واعلم" أن زيادة الألف بعد واو الفرد إنما هو عند أهل المصاحف، وأما عند النحاة فزيادة الألف خاصة بواو الجمع، ووجه زيادة الألف هنا وفيما تقدم في قوله: "وزيد بعد فعل جمع" البيت، الدلالة على فصل الكلمة عما بعدها، وصحة الوقف عليها احترازا عما إذا وقع بعدها ضمير متصل نحو: وإذا لقوكم و: فذبحوها . ونحو: هم بالغوه وكل أتوه داخرين ، ونحو: "ندعوكم" و: ندعوه .
وهذا أحسن ما قيل في توجيه زيادة الألف في ذلك على مذهب أهل المصاحف.
وأما توجيه زيادتها بالفرق بين واو الجمع وبين واو الفرد في نحو: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ، و: أدعو إلى الله على بصيرة . فهو مبني على مذهب النحاة الذين يخصون زيادة الألف بواو الجمع، وقول الناظم: "وبعد واو الفرد" فيه مضاف محذوف تقديره: وبعد واو فعل الفرد، وكأنه حذفه هنا لدلالة قوله قبله: "وزيد بعد فعل جمع عليه" كما حذف من هناك لفظ: "واو" المقدر مضافا إلى فعل جمع لدلالة ذكره هنا.