فصل وفي أولي أولوا أولات واو وفي أولاء كيف ياتي
وعن خلاف سأوريكم دون مين ولأصلبنكم في الآخرين
- أما الأربع المتفق على زيادة الواو فيها فهي: أولي نحو: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون . و: أولوا نحو: "وأولوا الأرحام".
- وأولات نحو: وأولات الأحمال وأولاء كيف يأتي في القرآن أي: سواء اتصل به حرف خطاب لمفرد أو غيره أم لا؛ نحو: أولاء تحبونهم و: أولئك على هدى : وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا ، وكل من هذه الكلمات الأربع متعدد، وقد حكى في المقنع إجماع المصاحف على زيادة الواو في جميعها، ولا يدخل في قول الناظم: "وفي أولاء كيف ياتي" "أولاء" الذي اتصل به ها التنبيه.
لأن الواو فيه صورة للهمزة على مذهب أهل المصاحف كما تقدم خلافا للنحويين في قولهم: إنها زائدة، وإن الهمزة غير مصورة.
وأما الكلمتان المختلف فيهما فهما: "سأوريكم" و: لأصلبنكم أما سأوريكم ففي "الأعراف": "سأوريكم دار الفاسقين"، وفي "الأنبياء": "سأوريكم آياتي فلا تستعجلون".
وأما "لأصلبنكم" ففي "طه": ولأصلبنكم في جذوع النخل ، وفي "الشعراء": لأصلبنكم أجمعين ، وهذان هما المرادان بقوله في الآخرين، واحترز به عن: لأصلبنكم الأول وهو في "الأعراف"، [ ص: 197 ] فإن أبا عمرو حكى اتفاق المصاحف على عدم زيادة الواو فيه، والعمل عندنا على زيادة الواو في: "سأوريكم" في السورتين، وعلى عدم زيادتها في موضعي: لأصلبنكم الآخرين كالأول، ومما وجهوا به زيادة الواو في هذه الكلمات أنها لتقوية الهمزة وبيانها، أو للدلالة على إشباع حركتها من غير تولد واو لتتميز عن الحركة المختلسة، وقال النحاة: زيدت في:0 أولئك . للفرق بينه وبين: إليك ، وزيدت في: أولي للفرق بينه وبين إلى الجارة، وحمل: أولاء ، وباقي فروعه على: أولئك ، وحمل: "أولوا" و: وأولات على:0 أولي ، وخص أولئك ، و: أولي بزيادة الواو لكون همزتهما مضمومة، فتناسبها الواو بخلاف: إليك و: إلى0 فإن همزتها مكسورة، وعلى كون الواو زائدة في تلك الكلمات لما ذكرنا بنى الناظم في فن الضبط; لأنه نص على لزوم الدارة لهذه الواو؛ وذلك إنما ينبني على أنها زائدة لما قدمناه؛ إذ لو بنينا على غيره من بقية الأوجه التي وجهوا بها لم تجعل الدارة على الواو أصلا، وسنذكر في فن الضبط كيفية ضبط هذه الكلمات إن شاء الله، وقوله: "سأوريكم" معطوف على "أولي" وكذا "لأصلبنكم"، وقوله: و: "عن خلاف" حال منهما، "ودون مين"، أي: كذب، صفة لخلاف، وأشار به إلى صحته.