وإن على الياء قلبت ألفا فارسمه ياء وسطا أو طرفا
نحو هديهم وهويه وفتى هدى عمى يا أسفا يا حسرتا
ثم رمى استسقيه أعطى واهتدى طغى من استعلى وولى واعتدى
القول فيما رسموا بالياء وأصله الواو لدى ابتلاء
فالأسماء السبعة: "هديهم" و: "هويه"، و: فتى ، و: هدى ، و: "عمى"، و: يا أسفى و: يا حسرتا ، إلا أن الألف في الأولين متوسطة لاتصالها بضمير متصل، وفي الباقي متطرفة.
وفي الخمسة الأولى منقلبة عن ياء هي لام الكلمة كما يظهر ذلك بالتثنية وغيرها من التصاريف، وفي الأخيرين منقلبة عن ياء المتكلم؛ إذ أصلهما: "يا أسفي"، و: "يا حسرتي". بكسر ما قبل الياء ثم خففا بالفتح، فانقلبت الياء ألفا كما هي إحدى اللغات في المنادى المضاف إلى [ ص: 199 ] ياء المتكلم، ومثلهما: يا ويلتى ، والأفعال الثمانية هي: رمى ، و: "استسقيه"، و: أعطى0 ، و:0 اهتدى ، و: طغى و: استعلى ، و:0 ولى ، و: اعتدى ، وألفاتها كلها منقلبة عن ياء كما يظهر ذلك بإسنادها إلى تاء الضمير.
"واعلم" أن هذا الحكم الذي ذكره الناظم في هذا القسم، وهو رسم الألف ياء خاص بالألف الواقع في محل اللام، ولا يجري في الألف الواقع في محل العين كباع، وجاء كما يستفاد ذلك من أمثلة الناظم.
"تنبيه": أصل ألف: أعطى0 ، و: استعلى ، و: اعتدى ، واو; لأنها من: "عطا يعطو، وعلا يعلو، وعدا يعدو"، وإنما انقلبت إلى الياء; لأن الثلاثي إذا زاد على ثلاثة أحرف: "اسما كان أو فعلا" ترد ألفه التي أصلها واو إلى ياء، وتصير الياء أصلا ثانيا فيه، ولهذا تقول في مضارع الأفعال المذكورة: "يعطي" و: "يستعلي" و: "يعتدي"، وبهذا عدها الناظم من ذوات الياء التي ترسم بالياء، وكذلك يقال فيما أشبهها، "كيدعى، ويتلى، ويشقى، ويرضى" بالياء والتاء في الأربعة: و: "كزكيها"، و: "نجيكم"، و: "نجينا"، و: "أسنى"، و: "أشقى"، و: "أنجى"، و: "أعلى".