وإن تكن ساقطة في الخط ألحقتها حمرا لجعل المط
وإن تشأ إلحاقها تركتا ومطة موضعها جعلتا
الوجه الثاني: أن لا تلحق حروف المد المحذوفة بل تستغني بجعل المط في موضعها، فيدل المط [ ص: 267 ] على الحرف، وعلى كونه ممدودا، وإلى هذا الوجه أشار بالبيت الثاني، وقد نص على هذين الوجهين الشيخان وغيرهما، وصرح أبو داود باختيار الوجه الأول، وبه صدر الداني؛ ولذا قدمه الناظم، وبه جرى عملنا.
"تنبيه": لا يدخل فيما ذكره الناظم في البيت الأول وإن كانت ساقطة في الخط للإجماع على أنها لا تلحق، وأما نزول المط على الحروف التي قبلها المرسومة في فواتح السور نحو: الم حروف المد التي في أوائل السور، ق ، ن ، فلم يرد فيه نص عن المتقدمين، ولذا لم يتعرض له الناظم، وقد اختلف فيه المتأخرون؛ فمنهم من قال بنزوله، ومنهم من قال بعدمه، والعمل عندنا على نزوله، ويجعل فوقها على ما جرى به العمل، وقال بعضهم: يجعل أمامها على محل حرف المد لو كتب هكذا: "يس. ق. " وقال في: الم يجعل المط بين الألف واللام; لأن ذلك هو موضع إلحاق الألف لو كتب؛ إذ الصحيح أن الألف المحذوف المعانق للام يلحق من اليمين كما سيأتي، وقوله: "وإن تشأ" شرط، ومفعوله محذوف تقديره غير إلحاق الحروف، و: "تركنا" جواب الشرط و: "إلحاقها" مفعول مقدم ل: "تركتا" و: "مطة" مفعول أول ل: "جعلتا"، وموضعها ظرف في محل المفعول الثاني له، وهذه الجملة معطوفة على جملة جواب الشرط، والألف في "تركتا" و: "جعلتا" ألف الإطلاق،