وما خلا عن خلفها فمفرد كنافع لكن يراعى المورد [ ص: 344 ] ووفقن بالرسم ممكن الوفاق
كليسوءوا ورؤوف لا شقاق
ثم أشار في البيت الثاني على أن إحالة الرسم على مقرأ إنما هي في مجرد الصورة الرسمية لا في أعيان الحروف، فنحو: تعلمون مما قرأه نافع بالخطاب وغيره بالغيبة، أو بالعكس إحالة الرسم فيه على مقرأ نافع، إنما هي في مجرد سن في أوله لا في كون ذلك السن عين التاء الفوقانية أو الياء التحتانية، وكذا نحو: نافع، ليسوءوا ، فإن صاحب "المورد" نص على حذف أحد واويه، وأن الأحسن كونها هي التي بين السين والهمزة، فلا يلزم من إحالته على قراءة أن تكون الواو في قراءة نافع إياه [ ص: 345 ] بالنون منصوبا بالفتحة دون واو بعده كذلك، بل الإحالة في مجرد الصورة، ولا شك أن تلك الصورة مطابقة لقراءته لكن على أن الواو الموجودة هي التي بين السين والهمزة لا تستحق صورة على قاعدة المتطرفة بعد ساكن لكنها صورت ألفا ك: "تبوأ"، وهذا مخالف لتقرير المطابقة على مقرأ نافع، وكذا نحو: "رؤوف"، فإن إحالة رسمه على مقرأ الكسائي إنما هي في مجرد الصورة، ولا شك أن تلك صورته عند من قرأه بقصر الهمزة، لكن تقدير المطابقة مختلف، ففي قراءة نافع لا صورة للهمزة لاجتماع صورتها مع الواو الناشئة عن ضمتها، وفي قراءة البصري والأخوين وشعبة الواو صورة الهمزة على قاعدة المتحركة وسطا بعد متحرك، ولذا تجعل الهمزة على قراءتهم فوق الواو، وقوله "لا شقاق" تتميم للبيت نافع