الفرق بين العام المراد به الخصوص والعام المخصوص  
الفرق بين العام المراد به الخصوص والعام المخصوص من وجوه ، أهمها : 
1- أن العام المراد به الخصوص لا يراد شموله لجميع الأفراد من أول الأمر ، لا  [ ص: 217 ] من جهة تناول اللفظ ، ولا من جهة الحكم ، بل هو ذو أفراد استعمل في فرد واحد منها أو أكثر . 
أما العام المخصوص فأريد عمومه وشموله لجميع الأفراد من جهة تناول اللفظ لا من جهة الحكم ، فالناس في قوله : الذين قال لهم الناس  وإن كان عاما إلا أنه لم يرد به لفظا وحكما سوى فرد واحد ، أما لفظ الناس في قوله : ولله على الناس حج البيت  ، فهو عام أريد به ما يتناوله اللفظ من الأفراد . وإن كان حكم وجوب الحج لا يتناول إلا المستطيع منهم خاصة . 
2- والأول مجاز قطعا ، لنقل اللفظ عن موضوعه الأصلي واستعماله في بعض أفراده ، بخلاف الثاني فالأصح فيه أنه حقيقة ، وعليه أكثر الشافعية ، وكثير من الحنفية ، وجميع الحنابلة ، ونقله  إمام الحرمين  عن جميع الفقهاء ، وقال الشيخ  أبو حامد الغزالي   : إنه مذهب الشافعي وأصحابه ، وصححه السبكي  ، لأن تناول اللفظ للبعض الباقي بعد التخصيص كتناوله له بلا تخصيص ، وذلك التناول حقيقي اتفاقا ، فليكن هذا التناول حقيقيا أيضا . 
3- وقرينة الأول عقلية غالبا ولا تنفك عنه ، وقرينة الثاني لفظية وقد تنفك . 
				
						
						
