والشرط التاسع من الشروط تقديمها على الصلاة كما علم مما مر .
ثم شرع في مستحبات الخطبة فقال ( وتسن ) الخطبة ( على منبر ) بكسر الميم مأخوذ من النبر وهو الارتفاع ، وأن يكون المنبر على يمين مصلى الإمام لأن منبره صلى الله عليه وسلم هكذا وضع ، وكان يخطب قبله على الأرض ، وعن يساره جذع نخلة يعتمد عليه ، ولما اتخذ المنبر كان ثلاث درج غير الدرجة المسماة بالمستراح ، وكان يقف على الثالثة ، فيندب الوقوف على التي تلي المستراح ، فإن طال المنبر فعلى السابعة كما قاله الماوردي ، لما نقل أن مروان زاد في زمن معاوية رضي الله عنه على المنبر الأول ست درج فصار عدد درجه تسعة ، وكان الخلفاء يقفون على السابعة وهي الأولى ، وينبغي أن يكون بين المنبر والقبلة قدر ذراع أو ذراعين ، قاله الصيمري . وظاهر كلامهم استحبابها على منبر ولو بمكة وهو الأوجه ، وإن قال السبكي : الخطابة بمكة على منبر بدعة ، والسنة أن يخطب على الباب كما فعل صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، وإنما أحدث المنبر بمكة معاوية بن أبي سفيان ، ويكره منبر كبير يضيق على المصلين ، ويستحب التيامن في المنبر الواسع ( أو ) على موضع ( مرتفع ) لكونه أبلغ في الإعلام إن لم يكن منبر كما في الشرحين والروضة وإن اقتضت عبارة الكتاب التسوية ، فإن تعذر استند إلى نحو خشبة كما كان يفعله قبل المنبر ( ويسلم ) عند دخوله على الحاضرين لإقباله عليهم ثم ( على من عند المنبر ) ندبا إذا انتهى إليه كما في المحرر للاتباع ، رواه البيهقي ولمفارقته إياهم ، وظاهر كلامهم أنه لو تعددت الصفوف بين الباب والمنبر لا يسلم إلا على الصف الذي عند الباب والصف الذي عند المنبر ، والأوجه كما هو القياس سن السلام على كل صف أقبل عليهم ، ولعل اقتصارهم على ذينك لأنهما آكد ، وقد صرح الأذرعي بنحو ذلك ، ولا تسن له تحية المسجد كما في زوائد الروضة .


