( و ) ثالثها الدعاء المأثور فيسن ( أن يقول أول طوافه )  وكذا في كل طوفة كما في المجموع لكن الأول آكد ( بسم الله ) أطوف ( والله أكبر ) واستحب  الشيخ أبو حامد  رفع اليدين عند التكبير ( اللهم ) أطوف ( إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء ) أي تماما ( بعهدك ) وهو الميثاق الذي أخذه الله تعالى علينا بامتثال أمره واجتناب نهيه ( واتباعا لسنة نبيك محمد  صلى الله عليه وسلم ) اتباعا للسلف والخلف وإيمانا وما بعده مفعول لأجله  ،  والتقدير : أفعله إيمانا بك إلى آخره . وأفاد بعض العلماء أن الله تعالى لما خلق آدم  استخرج من صلبه ذريته  ،  وقال { ألست بربكم قالوا بلى    } فأمر أن يكتب بذلك عهد ويدرج في الحجر الأسود ( وليقل ) ندبا ( قبالة الباب ) بضم القاف : أي في الجهة التي تقابله ( اللهم البيت  بيتك والحرم حرمك والأمن أمنك  ،  وهذا مقام العائذ بك من النار ) ويشير إلى مقام إبراهيم   صلى الله عليه وسلم كما في الأنوار خلافا  لابن الصلاح  حيث ذهب إلى أنه يعني نفسه . 
وعند الانتهاء إلى الركن العراقي : اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر في الأهل والمال والولد ; وعند الانتهاء إلى تحت الميزاب : اللهم أظلني في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك  ،  واسقني بكأس محمد  صلى الله عليه وسلم شرابا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا يا ذا الجلال والإكرام  ،  وبين الركن الشامي واليماني : اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا وعملا مقبولا وتجارة لن تبور يا عزيز يا غفور : أي واجعل ذنبي مغفورا وقس به الباقي  ،  والمناسب للمعتمر أن يقول عمرة مبرورة  ،  ويحتمل استحباب التعبير بالحج مراعاة للخبر ويقصد المعنى اللغوي وهو القصد نبه عليه  [ ص: 286 ] الإسنوي  في الدعاء الآتي في الرمل  ،  ومحل الدعاء بهذا إذا كان في ضمن حج أو عمرة وإلا فيدعو بما أحب ( وبين اليمانيين : اللهم ) وفي المجموع ربنا ( آتنا في الدنيا حسنة ) قيل هي المرأة الصالحة  ،  وقيل العلم  ،  وقيل غير ذلك ( وفي الآخرة حسنة ) قيل هي الجنة  ،  وقيل العفو  ،  وقيل غير ذلك ( وقنا عذاب النار ) قال  الشافعي  رضي الله عنه : وهذا أحب ما يقال في الطواف إلي وأحب أن يقال في كله : أي الطواف ( وليدع بما شاء ) في جميع طوافه فهو سنة مأثورا كان أو غيره وإن كان المأثور أفضل كما قال ( ومأثور الدعاء ) بالمثلثة : أي المنقول من الدعاء في الطواف ( أفضل ) من غيره و ( من القراءة ) فيه للاتباع ( وهي أفضل من غير مأثوره ) ; لأن الموضع موضع ذكر  ،  والقرآن أفضل الذكر لخبر { يقول الله تعالى : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين  ،  وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه   } . ويسن إسرار ما ذكر ; لأنه أجمع للخشوع ويراعي ذلك في كل طوفة اغتناما للثواب وهو في الأول ثم في الأوتار آكد . 
     	
		
				
						
						
