إلا لعذر كدوران رأس ونحوه ، فلو حولتها الريح فتحول صدره عن القبلة وجب رده إليها ، وله البناء إن عاد فورا وإلا بطلت صلاته ويمتنع على من صلى فرضا في سفينة ترك القيام الكعبة واستقبل جدارها أو بابها ) حال كونه ( مردودا ) وإن لم ترتفع عتبته إن سامت بعض الباب كما هو ظاهر ( أو مفتوحا مع ارتفاع عتبته ثلثي ذراع ) تقريبا فأكثر بذراع الآدمي وإن بعد عنه ثلاثة أذرع فأكثر ، وفارق نظيره في سترة المصلي وقاضي الحاجة بأن القصد ثم ستره عن ( ومن صلى ) فرضا أو نفلا ( في الكعبة ولا يحصل إلا مع القرب .
وهنا إصابة عينها وهو الحاصل في البعد كالقرب ( أو ) صلى ( على سطحها ) أو في عرصتها لو انهدمت ، والعياذ بالله تعالى ( مستقبلا من بنائها ما سبق ) وهو قدر ثلثي ذراع أو استقبل شاخصا بالشرط المذكور متصلا بالكعبة وإن لم يكن قدر قامته طولا وعرضا فشمل ما لو انخفض موضع موقفه وارتفعت أرض الجانب الآخر كشجرة نابتة وعصا مسمرة أو مبنية وبقية جدار ( جاز ) ما صلاه ، بخلاف ما إذا كان الشاخص أقل من ثلثي ذراع فلا تصح الصلاة إليه لأنه سترة المصلي فاعتبر فيه قدرها ، وقد سئل صلى الله عليه وسلم عنها فقال { } رواه كمؤخرة الرحل . مسلم
وقول الشارح : وهي ثلثا ذراع تقريبا ليس بمخرج [ ص: 437 ] لما زاد عليه ، وإنما هو بيان لقدر مؤخرة الرحل أن غايتها نحو ذراع .
قال الإمام : وكأنهم راعوا في اعتبار ذلك أن يسامت في سجوده الشاخص بمعظم بدنه لا استقبال نحو حشيش نابت وعصا مغروزة لكونه لا يعد من أجزائها وتخالف العصا الأوتاد المغروزة في الدار حيث تعد منها بدليل دخولها في بيعها لجريان العادة بغرزها للمصلحة فعدت من الدار لذلك ، وإن جمع ترابها أمامه أو نزل في منخفض منها كحفرة كفى أخذا مما مر لكونه يعد من أجزائها ، وإن وقف خارج العرصة ولو على نحو جبل أبي قبيس أجزأه إن لم يكن شاخص لأنه يعد متوجها إليها ، بخلاف ما وقف فيها وتوجه إلى هوائها ، ولو خرج عن محاذاة الكعبة ببعض بدنه بأن وقف بطرفها وخرج عنه بعضه بطلت صلاته والظاهر أن الشاذروان كالحجر فيما يأتي فيه ، ولو استقبل الركن فالوجه كما قال الأذرعي الجزم بالصحة لأنه مستقبل للبناء المجاور للركن ، وإن كان بعض بدنه خارجا عن الركن من الجانبين وإن امتد صف طويل بقرب الكعبة وخرج بعضهم عن المحاذاة بطلت صلاته لعدم استقبالهم لها ، ولا شك أنهم إذا بعدوا عنها حاذوها وصحت صلاتهم كما مر ، ولو استدبرها ناسيا وطال الزمن بطلت ، بخلاف ما إذا قصر ، وإن أميل عنها قهرا بطلت وإن قل الزمن لندرة ذلك