قوله ( ولا تقبل شهادة فاسق ، سواء كان فسقه من جهة الأفعال أو الاعتقاد ) ، وهذا المذهب ، وعليه الأصحاب ، ( ويتخرج على قبول شهادة أهل الذمة  قبول شهادة الفاسق  من جهة الاعتقاد المتدين به ، إذا لم يتدين بالشهادة لموافقه على مخالفه ) ، كالخطابية  ، وكذا قال  أبو الخطاب    . 
فائدة : 
من قلد في خلق القرآن ، ونفي الرؤية ونحوهما    : فسق على الصحيح من المذهب ، وعليه جماهير الأصحاب ، قال في الفروع : اختاره الأكثر ، قاله في الواضح  وعنه    : يكفر كمجتهد ،  وعنه    : فيه لا يكفر ، اختاره  المصنف  في رسالته إلى صاحب التلخيص ، لقول  أحمد  رحمه الله للمعتصم    : يا أمير المؤمنين ، ونقل يعقوب الدورقي  فيمن يقول : القرآن مخلوق كنت لا أكفره حتى قرأت { أنزله بعلمه    } وغيرها ، فمن زعم أنه لا يدري : علم الله مخلوق أو لا  ؟ كفر وقال في الفصول في الكفاءة ، في جهمية  وواقفية  وحرورية  وقدرية  ورافضية  إن ناظر ودعا : كفر ، وإلا لم يفسق ; لأن  الإمام أحمد  رحمه الله قال : يسمع حديثه ويصلى خلفه ، قال : وعندي أن عامة المبتدعة فسقة كعامة أهل الكتابين  كفار مع جهلهم ، قال : والصحيح لا كفر ، لأن  الإمام أحمد  رحمه الله : أجاز الرواية عن الحرورية  والخوارج   [ ص: 48 ] وذكر ابن حامد    : أن قدرية أهل الأثر كسعيد بن أبي عروبة  ، والأصم  مبتدعة ، وفي شهادتهم وجهان ، وأن الأولى : أن لا تقبل ; لأن أقل ما فيه : الفسق ، وذكر جماعة في خبر غير الداعية : روايات . الثالثة : إن كانت مفسقة : قبل ، وإن كانت مكفرة : رد ، واختار الشيخ تقي الدين  رحمه الله لا يفسق أحد ، وقاله  القاضي  في شرح  الخرقي  في المقلد ، كالفروع  وعنه    : الداعية كتفضيل  علي  على الثلاثة ، أو أحدهم رضي الله عنهم ، أو لم ير مسح الخف أو غسل الرجل ،  وعنه    : لا يفسق من فضل  عليا  على عثمان  رضوان الله عليهم أجمعين  ، قال في الفروع : ويتوجه فيه وفيمن رأى " الماء من الماء " ونحوه التسوية ، نقل ابن هانئ  في الصلاة خلف من يقدم  عليا  على أبي بكر   وعمر   رضي الله عنهم إن كان جاهلا لا علم له : أرجو أن لا يكون به بأس ، وقال  المجد    : الصحيح أن كل بدعة لا توجب الكفر لا نفسق المقلد فيها لخفتها ، مثل من يفضل  عليا  على سائر الصحابة رضي الله عنهم ، ونقف عن تكفير من كفرناه من المبتدعة . 
وقال  المجد  أيضا : الصحيح أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية ، فإنا نفسق المقلد فيها ، كمن يقول بخلق القرآن ، أو بأن ألفاظا به مخلوقة ، أو أن علم الله مخلوق ، أو أن أسماءه تعالى مخلوقة ، أو أنه لا يرى في الآخرة أو أن يسب الصحابة رضي الله عنهم تدينا ، أو يقول : إن الإيمان مجرد الاعتقاد ، وما أشبه ذلك ، فمن كان عالما في شيء من هذه البدع ، يدعو إليه ويناظر عليه : فهو محكوم بكفره ، نص  الإمام أحمد  رحمه الله صريحا على ذلك في مواضع ،  [ ص: 49 ] قال : واختلف عنه في تكفير القدرية  بنفي خلق المعاصي ، على روايتين ، وله في الخوارج  كلام يقتضي في تكفيرهم روايتين ، نقل حرب    : لا تجوز شهادة صاحب بدعة    . 
				
						
						
