وفيها : العلوم ثلاثة : علم نضج وما احترق ، وهو علم النحو والأصول . وعلم لا نضج ولا احترق ، وهو علم البيان والتفسير . وعلم نضج واحترق ، وهو علم الحديث والفقه . وقد قالوا : الفقه زرعه رضي الله عنه ، وسقاه عبد الله بن مسعود علقمة ، وحصده ، وداسه إبراهيم النخعي حماد ، [ ص: 50 ] وطحنه ، وعجنه أبو حنيفة وخبزه أبو يوسف محمد ، فسائر الناس يأكلون من خبزه ، وقد نظم بعضهم فقال : الفقه زرع ابن مسعود وعلقمة حصاده ثم إبراهيم دواس نعمان طاحنه يعقوب عاجنه
محمد خابز والآكل الناس وقد ظهر علمه بتصانيفه كالجامعين والمبسوط والزيادات والنوادر ، حتى قيل إنه صنف في العلوم الدينية تسعمائة وتسعة وتسعين كتابا . ومن تلامذته رضي الله عنه . وتزوج بأم الشافعي وفوض إليه كتبه وماله [ ص: 51 ] فبسببه صار الشافعي فقيها . الشافعي
ولقد أنصف حيث قال : من أراد الفقه فليلزم أصحاب الشافعي ، فإن المعاني قد تيسرت لهم ، والله ما صرت فقيها إلا بكتب أبي حنيفة محمد بن الحسن