الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=561_24777 ( و ) يطهر ( زيت ) تنجس ( بجعله صابونا ) به يفتى للبلوى . nindex.php?page=treesubj&link=592_24777كتنور رش بماء نجس [ ص: 316 ] لا بأس بالخبز فيه ( nindex.php?page=treesubj&link=592_24777كطين تنجس فجعل منه كوز بعد جعله على النار ) يطهر إن لم يظهر فيه أثر النجس بعد الطبخ ذكره الحلبي .
( قوله : ويطهر زيت إلخ ) قد [ ص: 316 ] ذكر هذه المسألة العلامة قاسم في فتاواه ، وكذا ما سيأتي متنا وشرحها من مسائل التطهير بانقلاب العين ، وذكر الأدلة على ذلك بما لا مزيد عليه ، وحقق ودقق كما هو دأبه رحمه الله تعالى ، فليراجع .
ثم هذه المسألة قد فرعوها على قول nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بالطهارة بانقلاب العين الذي عليه الفتوى واختاره أكثر المشايخ خلافا nindex.php?page=showalam&ids=14954لأبي يوسف كما في شرح المنية والفتح وغيرهما . وعبارة المجتبى : nindex.php?page=treesubj&link=593جعل الدهن النجس في صابون يفتى بطهارته ; لأنه تغير والتغير يطهر عند nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد ويفتى به للبلوى . ا هـ . وظاهره أن nindex.php?page=treesubj&link=593دهن الميتة كذلك لتعبيره بالنجس دون المتنجس إلا أن يقال هو خاص بالنجس ; لأن العادة في الصابون وضع الزيت دون بقية الأدهان تأمل ، ثم رأيت في شرح المنية ما يؤيد الأول حيث قال : وعليه يتفرع ما لو nindex.php?page=treesubj&link=523_25644وقع إنسان أو كلب في قدر الصابون فصار صابونا يكون طاهرا لتبدل الحقيقة . ا هـ .
ثم اعلم أن العلة عند nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد هي التغير وانقلاب الحقيقة وأنه يفتى به للبلوى كما علم مما مر ، ومقتضاه عدم اختصاص ذلك الحكم بالصابون ، فيدخل فيه كل ما كان فيه تغير وانقلاب حقيقة وكان فيه بلوى عامة ، فيقال : كذلك في nindex.php?page=treesubj&link=592الدبس المطبوخ إذا كان زبيبه متنجسا ولا سيما أن الفأر يدخله فيبول ويبعر فيه وقد يموت فيه ، وقد بحث كذلك بعض شيوخ مشايخنا فقال : وعلى هذا إذا nindex.php?page=treesubj&link=616تنجس السمسم ثم صار طحينة يطهر ، خصوصا وقد عمت به البلوى وقاسه على ما إذا nindex.php?page=treesubj&link=606_616_533وقع عصفور في بئر حتى صار طينا لا يلزم إخراجه لاستحالته .
قلت : لكن قد يقال : إن الدبس ليس فيه انقلاب حقيقة ; لأنه عصير جمد بالطبخ ; وكذا nindex.php?page=treesubj&link=593_24732السمسم إذا درس واختلط دهنه بأجزائه ففيه تغير وصف فقط ; كلبن صار جبنا ، وبر صار طحينا ، وطحين صار خبزا ; بخلاف نحو خمر صار خلا nindex.php?page=treesubj&link=592_532_616وحمار وقع في مملحة فصار ملحا ، وكذا nindex.php?page=treesubj&link=616دردي خمر صار طرطيرا nindex.php?page=treesubj&link=616وعذرة صارت رمادا أو حمأة ، فإن ذلك كله انقلاب حقيقة إلى حقيقة أخرى لا مجرد انقلاب وصف كما سيأتي - والله أعلم - . ( قوله : رش بماء نجس ) أي : أو nindex.php?page=treesubj&link=540_592_24733_24777بال فيه صبي أو مسح بخرقة مبتلة نجسة حلية . ( قوله : لا بأس بالخبز فيه ) أي : بعد ذهاب البلة النجسة بالنار وإلا تنجس كما في الخانية . ( قوله : ذكره الحلبي ) وعلله بقوله لاضمحلال النجاسة بالنار وزوال أثرها