وقال ابن الجوزي في قوله تعالى { ما أصاب من مصيبة في الأرض } اعلم أن من علم أن ما قضي لا بد أن يصيبه قل حزنه وفرحه ، قال : اتفق العقلاء من كل أمة أن من لم يمش مع القدر لم يتهن بعيش وليعلم قوله عليه السلام { إبراهيم الحربي } وقوله عليه السلام { الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر الدنيا دار بلاء ، فمن ابتلي فليصبر ، ومن عوفي فليشكر } وقوله { } ومن نظر في سير الأنبياء وسادات أتباعهم وجد منهم من كابد النار وذبح الولد أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون الأمثل فالأمثل كإبراهيم ، ومنهم من صبر على الفقر وقاسى من قومه المحن ، ومنهم من بكى الزمن الطويل ، من نظر في ذلك وفي كون مصيبته لم تكن في دينه هانت عليه مصيبته بلا شك ، وتسلى بهم وتأسى ، وليعلم الإنسان قوله عليه السلام { } وقوله تعالى عن احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله يونس [ ص: 289 ] { فلولا أنه كان من المسبحين } وعن فرعون { آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } ومن قصيدة التهامي التي رثى بها ولده .
طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها
متطلب في الماء جذوة نار
وقد قيل :
وما استغربت عيني فراقا رأيته ولا علمتني غير ما القلب عالمه