فصل 
وإن عتق العبد أو بلغ الصبي بعد إحرامه قبل الوقوف بعرفة  أو وهو بها أو بعده قبل فوت وقته فعاد فوقف بها  أجزأه عن حجة الإسلام ، وإلا فلا ، نص على ذلك ( و  ش    ) واحتج بقول  ابن عباس  ، وكما لو أحرم إذن ، ولأنها حالة تصلح لتعيين الإحرام ، كحالة الإحرام ، قال  الشيخ  وغيره : إنما اعتد له بإحرامه الموجود إذن وما قبله تطوع  [ ص: 220 ] لم ينقلب فرضا ، ومثله الوقوف ، وقال صاحب المحرر وغيره : ينعقد إحرامه موقوفا فتتبين الفرضية كزكاة معجلة ، وكالصلاة أول الوقت عند الحنفية ، وكذا في الخلاف إلا أنه لم يذكر الزكاة ، وكذا في الانتصار ، قالا : كما يقف على الوقوف في إدراك الحج وفواته ، فقيل لهما : يلزم بعد فوات الوقوف ، فأجاب  القاضي  بأن الأفعال وجدت في حال النقص ، وهنا في الكمال . وأجاب  أبو الخطاب  بأن القياس يقتضي أنه يجزئ عن حجة الإسلام ، تركناه لخبر  ابن عباس    . وأجاب أيضا عن أصل السؤال : بأن الإحرام ليس بركن بل شرط على وجه لنا . فهو كوضوء الصبي ، وإن سلمنا فليس بركن مقصود في نفسه .  وعنه    : لا يجزئه ( و  م    ) وقاله ( هـ     ) في العبد . 
وقال في الصبي : إن جدد إحراما بعد بلوغه  أجزأه وإلا فلا ، لعدم لزومه عنده ، وإن كان أحدهما سعى قبل الوقوف بعد طواف القدوم  وقلنا السعي ركن فقيل : يجزئه ، لحصول الكمال في معظم الحج ، وقيل : لا يجزئه اختاره صاحب المحرر ، قال : وهو أشبه بتعليل  أحمد    ( م 9 ) : الإجزاء باجتماع الأركان حال الكمال ، فعلى هذا لا يجزئه إن أعاد السعي ، ذكره صاحب  [ ص: 221 ] المحرر ، لأنه لا يشرع مجاوزة عدده ولا تكراره ، واستدامة الوقوف مشروع ، ولا قدر له محدود . 
     	
		 [ ص: 220 ]  
				
						
						
