دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وسأل عمر حسان ولبيدا فقالا : إنه هجاه ، فأمر به فرمي في بئر ثم ألقى عليه شيئا فقال الحطيئة :ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه ألقت إليك مقاليد النهى البشر
لم يؤثروك بها إذ قدموك لها لكن بأنفسهم كانت بك الأثر
فامنن على صبية في الرمل مسكنهم بين الأباطح يغشاهم بها الغدر
أهلي فداؤك كم بيني وبينهم من عرض داوية يعمى بها الخبر
مما هو مكتوب على باب السجن بالعراق : هاهنا تلين الصعاب وتختبر الأحباب . ومكتوب على باب سجن : هذه منازل البلوى ، وقبور الأحياء ، وتجربة الأصدقاء ، وشماتة الأعداء ، وأنشد بعضهم في السجن :
خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها فلسنا من الأموات فيها ولا الأحيا
إذا جاءنا السجان يوما لحاجة فرحنا وقلنا جاء هذا من الدنيا
ونفرح بالرؤيا فجل حديثنا إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا
فإن حسنت لم تأت عجلى وأبطأت وإن هي ساءت بكرت وأتت عجلى
قال في المغني : لعله كانت له ذنوب فأدب عليها ، أو تكرر منه الأخذ أو كان ذنبه مشتملا على جنايات . [ ونص في أحمد : يحبس حتى يكف عنها . المبتدع الداعية
وفي الرعاية : ، حبس حتى يموت . من عرف بأذى الناس ومالهم حتى بعينه ولم يكف
وفي الأحكام السلطانية : للوالي فعله لا للقاضي ، ونفقته [ ص: 113 ] من بيت المال ليدفع ضرره ، ويأتي كلامه في عيون المسائل بعد مسألة الساحر . وفي الترغيب في العائن : للإمام حبسه ويتوجه : إن كثر مجذومون ونحوهم لزمهم التنحي ناحية . وظاهر كلامهم : لا ، فللإمام فعله ] .