الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          [ ص: 215 ] ومن أسلم قبل أسره لخوف أو غيره فلا تخيير ; لأنه لا يد عليه ، وظاهر كلامهم أنه كمسلم أصلي في قود ودية ، لكن لا قود مع شبهة التأويل ، وفي الدية الخلاف ( و ش ) وغيره ، كباغ ، أو أنها مسألة من قتل بدار حرب من ظنه حربيا فبان مسلما ، وهذا أولى ، لأنه تبين أنه غير مأمور به ، بخلاف قتل الباغي ، فعلى هذا تجب الكفارة ( و ش ) .

                                                                                                          { وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقيم بمكة عام الفتح قبل خروجه خالدا لما رجع من هدم العزى وقتل المرأة السوداء العريانة الناشرة الرأس وهي العزى ، وكانت بنخلة لقريش وكنانة ، وكانت أعظم أصنامهم . وبعثه إلى بني جذيمة فأسلموا ولم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا ، فقالوا : صبأنا ، صبأنا ، فلم يقبل منهم . وقال : ليس هذا بإسلام فقتلهم ، فأنكر عليه من معه ، كسالم مولى أبي حذيفة وابن عمر ، فلما بلغه عليه السلام رفع يديه وقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد } مرتين . وبعث عليا بمال فوداهم بنصف الدية ، وضمن لهم ما تلف وكان بين خالد وعبد الرحمن في ذلك كلام ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال { مهلا يا خالد ، دع عنك أصحابي ، لو كان لك أحد ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته } .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية