قال ابن حامد  وأما مناكحتهم  فتحرم قولا واحدا ، ويستوي أهل التقية والمجادلة وعلمه به وعدمه ; لأنه أقوى ، كذا قال ، ولا وجه للمنع مع تخريجه على إمامته ، ويتوجه في بيع ونكاح من كفرناه كمرتد إن دعا إليها أو مطلقا ، وإلا جاز ، وسيأتي في إرث أهل الملل . قيل  لأحمد    : آخذ على ابن الجهمي  ؟ قال : كم له ؟ قلت : ابن سبع أو ابن ثمان ، قال : لا تأخذ عليه ولا تلقنه لتذل الأب به ، ويتوجه : يأخذ عليه ويلقنه ، لعل الله يهديه على يده وينشئه على طريقته ، { ولا تزر وازرة وزر أخرى    } وقال الحسن بن علي أبو محمد البربهاري  من متقدمي أصحابنا في كتابه شرح السنة : وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا صاحب معاص ،  [ ص: 189 ] ظالما ، وهو من أهل السنة  فاصحبه واجلس معه ، فإنك ليس تضرك معصيته وإذا رأيت عابدا مجتهدا متقشفا ، صاحب هوى ، فلا تجلس معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمش معه في طريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه . 
وقال [ الإمام ]  أحمد  في رسالته إلى مسدد    : ولا تشاور أهل البدع في دينك ، ولا ترافقه في سفرك    . 
وقال أبو الفرج الشيرازي  في كتابه التبصرة : وقال  أحمد بن حنبل  رضي الله عنه : إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة  فارجه ، وإذا رأيته مع أصحاب البدع فأيأس منه ، فإن الشاب على أول نشوئه . وروى  أبو الحسين  في الطبقات من حديث  الطبراني    : حدثنا  عبد الله بن أحمد  حدثنا أبي قال : قبور أهل السنة  من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدع من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة  أولياء الله ، وزهاد أهل البدع أعداء الله . 
وقال  أحمد  عن الحارث المحاسبي    : ذلك جالسه المغازلي  ويعقوب  وفلان ، فأخرجهم إلى رأي جهم هلكوا بسببه ، فقيل له : يا  أبا عبد الله  يروي الحديث وهو ساكن خاشع من قصته ، فغضب  أبو عبد الله  ، وجعل يحكي : ولا يعدل خشوعه ولينه ، ويقول : لا تغتروا بنكس رأسه فإنه رجل سوء لا يعرفه إلا من قد خبره ، لا تكلمه ، ولا كرامة له . 
				
						
						
