( قوله والكفاءة تعتبر نسبا فقريش أكفاء والعرب أكفاء وحرية وإسلاما وأبوان فيهما كالآباء وديانة ومالا وحرفة ) ; لأن هذه الأشياء يقع بها التفاخر فيما بينهم فلا بد من اعتبارها وزوالها بعد ذلك لا يضر ولذا قال في الظهيرية ولو وتعتبر الكفاءة عند ابتداء العقد لا يفسخ النكاح ا هـ . تزوجها وهو كفء لها ثم صار فاجرا داعرا
وقد ذكر المصنف الأول النسب وهو معروف ، وأما العرب فهم خلاف العجم واحدهم عربي والأعراب أهل البادية واحدهم أعرابي وجمع الأعراب أعاريب ، وقيل العرب جمع عربة بالهاء وهي النفس والعربي أيضا المنسوب إلى العرب قال تعالى { اعتبارها في ستة أشياء : قرآنا عربيا } كذا في ضياء الحلوم وفيه : التقرش الاكتساب والتقرش التجمع وبذلك سميت قريش لاجتماعهم بمكة وتقرش الرجل إذا انتسب إلى قريش ا هـ .
ثم القرشيان من جمعهما أب هو النضر بن كنانة فمن دونه ومن لم ينسب إلا لأب فوقه فهو عربي غير قرشي والنضر هو الجد الثاني عشر للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان اقتصر في البخاري على نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم عدنان والأئمة الأربعة الخلفاء رضي الله عنهم أجمعين كلهم من قريش لانتسابهم إلى النضر فمن دونه وليس فيهم هاشمي إلا رضي الله عنه فإن الجد الأول للنبي صلى الله عليه وسلم جده فإنه علي فهو من أولاد علي بن أبي طالب بن عبد المطلب هاشم
وأما رضي الله عنه فإنه يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجد السادس وهو أبو بكر الصديق مرة فإنه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة . وأما رضي الله عنه فإنه يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجد السابع وهو عمر بن الخطاب كعب فإنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رواح بن عدي بن معد ورياح [ ص: 140 ] بكسر الراء وبالياء تحتها نقطتان ، وأما عثمان رضي الله عنه فيجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الثالث وهو عبد مناف فإنه وبهذا استدل المشايخ على أنه لا يعتبر عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف قريش وهو المراد بقوله التفاضل فيما بين فقريش أكفاء حتى لو لم يرد عقدها وإن تزوجت عربيا غير قرشي لهم رده كتزويج العربية عجميا ، ووجه الاستدلال أن { تزوجت هاشمية قرشيا غير هاشمي النبي صلى الله عليه وسلم زوج بنته من عثمان وهو أموي لا هاشمي } وزوج رضي الله عنه بنته علي أم كلثوم من وكان عدويا لا هاشميا فاندفع بذلك قول عمر من أنه تعتبر الزيادة بالخلافة حتى لا يكافئ أهل بيت الخلافة غيرهم من القرشيين ، هذا إن قصد به عدم المكافأة لا إن قصد به تسكين الفتنة وأفاد محمد المصنف أن غير العربي لا يكافئ العربي وإن كان حسيبا أو عالما لكن ذكر قاضي خان في جامعه قالوا الحسيب يكون كفؤا للنسيب ; لأن شرف العلم فوق شرف النسب والحسب مكارم الأخلاق وفي المحيط عن فالعالم العجمي يكون كفؤا للجاهل العربي والعلوية صدر الإسلام الحسيب الذي له جاه وحشمة ومنصب وفي الينابيع الأصح أنه ليس كفؤا للعلوية ، وأصل ما ذكره المشايخ من ذلك ما روي عن أن الذي أسلم بنفسه أو أعتق إذا أحرز من الفضائل ما يقابل نسب الآخر كان كفؤا له كذا في فتح القدير وكله تفقهات المشايخ وظاهر الرواية أن أبي يوسف مطلقا . العجمي لا يكون كفؤا للعربية
[ ص: 140 ]