( لزم ، وبانت ) يعني إن قبلت في المجلس لزم المال ، وبانت المرأة ، وهو تكرار لأنه علم من قوله أول الباب الواقع به ، وبالطلاق على مال طلاق بائن ، ولزمها المال إلا أنه زاد القبول هنا فقط ، ولو ذكره عند قوله ، ولزمها المال لاستغنى عن التطويل ، وفي التتارخانية لو قوله أنت طالق بألف أو على ألف فقبلت طلقت واحدة بألف بلا خلاف ، ولو قالت قبلت نصفها بخمسمائة كان باطلا ، ولو قال لامرأته أنت طالق واحدة بألف فقالت قبلت نصف هذه التطليقة طلقت تطليقة بألف درهم ، ولو قال أنت طالق نصف تطليقة بخمسمائة طلقت واحدة بخمسمائة . ا هـ . قالت لزوجها طلقني واحدة بألف فقال الزوج أنت طالق نصف تطليقة بألف درهم
وفي المحيط معزيا إلى المنتقى أنت طالق أربعا بألف فقبلت طلقت ثلاثا بألف ، وإن قبلت الثلاث لم تطلق لأنه علق الطلاق بقبولها الألف بإزاء الأربع ا هـ .
[ ص: 90 ] وفي المحيط لو طلقت واحدة بثلث الألف لأن جميع الأوقات في حق غير المدخولة وقت لطلاق السنة ، وقد قابل الألف بالثلاث فيتوزع عليها فإن تزوجها ثانيا طلقت أخرى بثلث الألف ، وكذلك ثالثا لأن الإيقاع كان صحيحا فلا يرتفع بزوال الملك فإذا وجد الملك وجد الشرط فوقع ، ولا يحتاج إلى قبول جديد منها لأن القبول يشترط في مجلس الخطاب ، وقد وجد إلا أن الوقوع تأخر لعدم المحل كما لو قال لغير المدخولة أنت طالق ثلاثا للسنة بألف أو على ألف ، ولا نية له طلقت بألف من غير قبول ، وإن كانت مدخولة وقعت واحدة في طهر لم يجامعها فيه بثلث الألف ثم أخرى في الطهر الثاني ، وأخرى في الثالث بغير شيء لأن البدل يجب مقابلا بملك النكاح ، وقد زال بالأولى فلا تملك نفسها بالثانية ليصح الاعتياض عنها ، وإن قبلت ، وهي مجامعة لم يقع شيء حتى تحيض ، وتطهر فيقع حينئذ كما ذكرنا ا هـ . قال أنت طالق غدا بألف فقبلت فجاء غد
ثم اعلم أن الطلاق على مال يمين من جهته فتصح إضافته وتعليقه ، ولا يصح رجوعه ، ولا يبطل بقيامه عن المجلس ، ويتوقف على البلوغ إليها إذا كانت غائبة ، ومن جهتها مبادلة فلا يصح تعليقها ، ولا إضافتها ، ويصح رجوعها قبل قبول الزوج لو ابتدأت ، ويبطل بقيامها ، ومثل قوله علي ألف على أن تعطيني ألفا بخلاف إذا أعطيتني أو إذا أجبتني بألف فلا تطلق حتى تعطيه للتصريح بجعل الإعطاء شرطا بخلافه مع على حتى أنه إذا كان على الزوج دين لها وقعت المقاصة في مسألة على أن تعطيني دون إن أعطيتني إلا أن يرضى الزوج طلاقا مستقبلا بألف له عليها ، وذلك لأنه يقال على أن تعطيني كذا ، ويراد قبوله في العرف قال تعالى { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } أي حتى يقبلوا للإجماع على أن يقبلوها ينتهي الحرب منهم ، ولكن بين أن وبين إذا ومتى فرق فإن في أن يتوقف الطلاق على الإعطاء في المجلس بخلاف إذا ، ومتى ، وفي جوامع الفقه لا يعتبر القبول إلا بعد التزوج لأنه خلع بعد التزوج فيشترط القبول بعده كذا في فتح القدير ، ولو قال لأنه طلاق على مال بعد التزوج لكان أولى ، وقد طلب مني بالمدرسة الصرغتمشية الفرق بين على أن تعطيني حيث توقف على القبول وبين أن تدخلي الدار حيث توقف على الدخول وطلب أيضا الفرق بين أنت طالق على دخولك الدار حيث توقف على قبولها لا على الدخول كما في الخانية وبين على أن تدخلي حيث لا يكفي القبول مع أن أن والفعل بمعنى المصدر . قال لأجنبية أنت طالق على ألف إن تزوجتك فقبلت ثم تزوجها
وهاهنا قاعدة في الطلاق [ ص: 91 ] على مال الأصل أنه متى ذكر طلاقين ، وذكر عقيبهما ما لا يكون مقابلا بهما إذ ليس أحدهما يصرف البدل إليه بأولى من الآخر إلا إذا وصف الأول بما ينافي وجوب المال فيكون المال حينئذ مقابلا بالثاني ، ووصفه بالمنافي كالتنصيص على أن المال بمقابلة الثاني ، وأن شرط وجوب المال على المرأة حصول البينونة لأنه إنما يلزمها لتملك نفسها فلو تقع واحدة بخمسمائة للحال ، وغدا أخرى بغير شيء إلا أن يعود ملكه قبله لأنه جمع بين تطليقة منجزة وتطليقة مضافة إلى الغد ، وذكر عقيبهما مالا فانصرف إليهما ألا ترى أنه لو ذكر مكان البدل استثناء ينصرف إليهما فيقع اليوم واحدة بخمسمائة فإذا جاء غدا تقع أخرى لوجود الوقت المضاف إليه ، ولا يجب شيء لأن شرط وجوب المال بالطلاق الثاني حصول البينونة ، ولم تحصل لحصولها بالأولى حتى لو نكحها قبل مجيء الغد ثم جاء الغد فتقع أخرى بخمسمائة لوجود شرط وجوب المال ، ولو قال لها أنت طالق الساعة واحدة ، وغدا أخرى بألف أو قال على أنك طالق غدا أخرى بألف أو قال اليوم واحدة ، وغدا أخرى رجعية بألف فقبلت تقع في الحال واحدة مجانا ، وغدا أخرى بألف لتعذر الصرف إليهما لأنه ، وصف الأولى بما ينافي وجوب المال إلا أن في قوله بائنة فيشترط التزويج لوجوب المال بالثاني ، ولو قال أنت طالق الساعة واحدة رجعية أو بائنة أو بغير شيء على أنك طالق غدا أخرى بألف يقع في الطهر الأول واحدة بثلث الألف وفي الطهر الثاني بأخرى مجانا لأنها بانت بالأولى ، ولا يجب بالثانية المال إلا إذا نكحها قبل الطهر الثاني فحينئذ تقع أخرى بثلث الألف ، وفي الطهر الثالث كذلك كذا في فتح القدير ، وفي التتارخانية . قال أنت طالق ثلاثا للستة بألف فقبلت
وإن لزمها الطلاق على الفعل ثم ينظر فإن كان جعلا فهو على ما ذكرت لك ، وإن كان غير جعل فقد مضى الطلاق م عن طلق امرأته على أن تفعل كذا ، وقبلت إذا أبي يوسف أجبرها على هذه الألف ، والزوج هو الواهب ، وإن لم يقل عنه لم تجبر على الهبة ، وعليها أن ترد المهر ، والطلاق بائن ، ولا شيء عليها غير الهبة التي ، وهبت ، ولا رجوع في هذه الهبة لأحد ، وعن طلق امرأته على أن تهب عنه لفلان ألف درهم في محمد فالطلاق رجعي ، ولا شيء عليها . ا هـ . . امرأة قالت لزوجها طلقني على أن أهب مهري من ولدك ففعل فأبت أن تهبه
[ ص: 90 ]