قلت : أرأيت وهل ترى رجوعه عن صيده قطعا لإرساله أم لا ؟ الرجل يرسل كلبه أو بازه على الصيد فيطلبه ساعة ثم يرجع الكلب ، ثم يعود في الطلب فيأخذ الصيد فيقتله ، أيؤكل أم لا
قال : لم أسمع من فيه شيئا ، وأرى إن كان إنما ضل عنه صيده فعطف الكلب أو الباز كما تصنع الجوارح إذا ضل عنها صيدها ، طلبته يمينا وشمالا وعطفت كل ذلك في الطلب ، فهي على إرسالها ما دامت بهذه الحال ، فأما إن مر الكلب بكلب مثله . فوقف يشمه ، ومر على جيفة فوقف يأكل منها أو ما أشبه هذا ، أو يكون الطير عجز عن صيده فيسقط على موضع أو عطف راجعا لما عجز عن صيده ، فهذا تارك لما أرسل فيه وقد خرج من الإرسال الأول ، فإن كان لما عطف راجعا تاركا للطلب أبصر ذلك الصيد فطلبه أو لما رجع عاجزا عن صيده تاركا للطلب نظر إليه بعد ذلك فطلبه ، فهذا ابتداء منه وليس بإرسال ، وكذلك هذا في الكلاب ولم أسمع هذا من مالك . مالك