وكذلك قال في مالك . قال الأرض : تتكارى ثلاث سنين أو أربعا ، فيزرع الرجل السنة أو السنتين فيعطش أولها أو آخرها أو وسطها ، وقد تكاراها أربع سنين كل سنة بمائة دينار صفقة واحدة فيعطش سنة منها : تقوم كل سنة بما كانت تساوي من نفاقها عند الناس ، وتشاح الناس فيها ثم يحمل بعض ذلك على بعض ، فيقسم الكراء على قدر ذلك ، ويرد من الكراء على قدر ذلك ، ويوضع عنه بقدر ذلك . ولا ينظر إلى قدر السنين فيقسم الكراء عليها ، إن كانت أربع سنين لم يقسم الثمن عليها أرباعا ولكن على قدر الغلاء والرخص . في الرجل يكتري الدار سنة فتهدم قبل مضي السنة قال : قال لي مالك : وكذلك مالك ، مثل كراء دور الدار يتكاراها في السنة بعشرة دنانير ، فيكون فيها أشهر كراؤها غال ، وأشهر كراؤها رخيص مكة في إبان الحج وغير إبان الحج . والفنادق تتكارى سنة ، ولها إبان نفاقها فيه ليست كغير ذلك من الإبان ، فيسكنها الأشهر ثم تنهدم أو تحترق فإنما يرد من الكراء بقدر ذلك من الأشهر . حتى إن الشهر ليعدل الأربعة الأشهر والخمسة أو جميع السنة ، ولا ينظر في ذلك إلى السنة . فيقسم الثمن على اثني عشر شهرا ولكن على ما وصفت لك . وكل ما فسرت لك من هذه الجائحة ، فهو تفسير ما حملت عن . مالك
قلت : والذي شبهه من الفاكهة في جائحته بالنخل مما يخرص ، أهو مما ييبس ويدخر مثل الجوز واللوز والفستق والجلوز وما أشبه هذه الأشياء ؟ قال : نعم . قلت : والتين هو مما ييبس أيضا ويدخر ، وهو مما يطعم بعضه بعد بعض ، وهو مما ييبس فكيف يعرف شأنه ؟ قال : يسأل عنه أهل المعرفة به . مالك