دية اللسان قلت : أرأيت في قول اللسان ما منع منه الكلام ، أفيه الدية كاملة ؟ مالك
قال : نعم . قال : فإن قطع اللسان من أصله فإنما فيه دية واحدة في قول ؟ قال : نعم . مالك
قلت : ؟ أرأيت ما قطع من اللسان مما لا يمنع الكلام
قال : إنما الدية في الكلام ليس في اللسان ، بمنزلة الأذنين إنما الدية في السمع وليس في الأذنين ، فكذلك اللسان إنما تكون الدية فيه إذا قطع منه ما يمنع الكلام .
قلت : فإن ؟ قطع من لسانه ما نقص من حروفه
قال : ينظر فيه فيكون عليه من الدية بقدر ذلك ، ولا أقوم على حفظ الحروف عن . مالك
قلت : فما ترى في الباء والتاء والثاء والراء والزاي ، أكل هذا سواء ، وينظر إلى تمام الحروف العربية فيحصيها ، فما نقص من لسان هذا الرجل إذا كان لسانه يتكلم بالحروف كلها جعلت على الجاني بقدر ذلك ، فإن بلغ الثلث حملته العاقلة إذا كان خطأ ، وإن كان أقل من الثلث جعلته في ماله ؟
قال : لا أدري ما هذا ، ولكن إنما ينظر إلى ما نقص من كلامه ، لأن الحروف بعضها أثقل من بعض فيكون عليه ما نقص .
قلت : فهل يقول في عمد اللسان القود ؟ مالك
قال : قال : إذا كان يستطاع القود منه ولم يكن متلفا ، مثل الفخذ والمنقلة وما أشبه ذلك ، أقيد منه . وإن كان متلفا مثل الفخذ والمنقلة لم يقد منه . مالك