[ ص: 374 ] في الذي يهرب بماشيته عن الساعي قال : وسألنا عن الرجل مالكا ويخبر بالذي صنع من فراره عن الساعي ويقول ما ترون علي أن أؤدي ؟ فقلت يهرب بماشيته من الساعي وشاؤه ستون شاة ، فتقيم ثلاث سنين وهي على حالها ، ثم يفيد بعد ذلك مائتي شاة فيضمها إليها فتقيم بذلك سنتين أو ثلاثا ، ثم يأتي وهو يطلب التوبة : ما الذي ترى عليه ؟ فقال : يؤدي عن كل عام زكاة ما كان عنده من الغنم ، ولا يؤدي عما أفاد أخيرا في العامين الآخرين لما مضى من السنين ، وذلك أني رأيت لمالك إنما قال ذلك لي ، لأن الذي فر كان ضامنا لها لو هلكت ماشيته كلها بعد ثلاث سنين ، ولم يضع عنه الموت ما وجب عليه من الزكاة لأنه ضمنها حين هرب بها ، وإن الذي يهرب لو هلكت ماشيته وجاءه المصدق بعد هلاكها لم يكن عليه شيء ، فكما كان الذي هرب بها ضامنا لما هلك منها فما أفاد إليها فليس منها ، وكما كان الذي لم يهرب لم يضمن ما مات منها فما ضم إليها فهو منها وهو أمر بين وقد نزلت هذه المسألة واختلفنا فيها ، فسألنا مالكا عنها غير مرة فقال ، فيها هذا القول ، وهو أحب ما فيها إلي . مالكا